متابعة : نوران سعاده
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانا
ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث». متفق عليه ويعلمنا رسولنا الحبيب هنا أن مدة الهجر لا تزيد على ثلاثة أيام
في حديث آخر لأنس، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ».
ويؤكد لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في هديه أن الخصام لا تطول مدته عن ثلاثة أيام ؛لا كما يفعل البعض بأن
تستمر مدة الخصام إلى أيام وليال يمتنع فيها كل طرف عن التحدث أو حتى التعامل مع الطرف الآخر بحجة الخصام غير
آبه بأثر ذلك على زوجته وأولاده بل وعلى نفسه هو أيضاً.
ويفسر لنا علماء النفس أنَ الخصام يؤدي إلى تآكل الشخص داخلياً ويجعله في أضعف حالاته المعنوية بل والعقلية أيضاً
فالتحدث وتبادل الحوار يزيد من تدفق الدماء إلى المخ وبالتالي ينير مناطق جديدة في العقل تجعل من صاحبه ذو أفق
واسع ومدرك.
والشخص الذى يتخذ من الخصام منهجاً له ، هو شخص غير سعيد ومنعزل عن الآخرين.. ويبالغ في تضخيم المشكلات.
ولا يوجد هناك وصف للمتخاصم أبلغ من وصف القرآن الكريم الذي يصفه بأن “صدره ضيق حرج تضيق به الأرض بما رحبت”
يقول تعالى: «ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين
بإذن ربها» ويبشر الله سبحانه وتعالى أصحاب الكلمة الطيبة بالثبات في الدنيا والآخرة فيقول تعالى: «يثبت الله الذين آمنوا
بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء». سورة إبراهيم 24-27.