متابعة/ إبراهيم الديب
وكبلته قيود الواقع بعد أن رضع وأقتات وتغني بأحلام حرية تسع ،وتسعد الوجود بأكمله.
أبو القاسم الشابي :صوت ونفس شعري محلق يغني على قيثارة صنعها من حرارة وجذوة ، الشعر الملتهبة
التي تستمد طاقتها المستمرة المتصلة من : أعماق وأغوار نفسه القلقة الباحثة عن : الحق والعدل والجمال
وسط ركام من واقع تشكل وتكون من الزيف والقبح والظلم لا تنقصها طمس النفس البشرية تحت طبقات من المادة.
فلم تستطع نفسه الرقيقة التي تجمع بين براءة ودهشة الطفولة ،وعمق النظرة الفلسفية وروح المصلح الاجتماعي
فكان شعره حكما لما يدور فى تلك النفس، على الحياة حسنا أو قبحا فكانت نفسه المقياس تقرأ شعره
تشعر أنه لم يخلق إلا ليقول إلا لكي يغني على قيثارته قصائده الذابحة .
أقرأ حروفه المهاجرة في كتب الأشعار المسافرة ،وكأنها أناشيد مخطوطه على جبين الفضاء الرحب
كان عمره القصير كأغنية نشدو بها تسحرنا وتذهب وتسافر خلف السحب البيضاء ،العابرة كالطيور
المسافرة لمدن الحلم باحثة عن سعادة مفتقدة في واقع لا يستجيب؛ تحولت نفسه الأكثر هشاشة
من جسده المنهك ،فقد عاشت نفسه الشعر لا تستطيع التفريق بين حياته
وشعره أو هو بمعنى أصح :حلمه وأمنياته الشبه مستحيلة.
فمات المغني بعد أن ملأ الدنيا شدوا وغناءا ؛وكأنه صوت عابر جاء أرض القصيد وأوصته
وباركته وأرسلته شياطين وادي عبقر ؛ لينثر نفسه شعرا ،وقصيد حتى الاحتراف.
انطباعات عفوية مبعثرة لا يجمع شتاتها إلا حبي لشعر أبو القاسم الشابي.