أستقبلك بلبسك، وأودّعك بعقلك
بقلم: عبدالعزيز الشرقي
يظل الرجل محترماً ومقدراً حتى يبدأ بالكلام، فهنا هو الذي يحدد مستوى تقديره إذا تكلم. فإنه مع قدومه
إلى أي مجلس يقدره الناس من لبسه، ويحكمون على عقله من كلامه. فإذا كان عقلانيا طرحه
وفكره ازدادت قيمته واحترامه، أما إذا كان طرحه وفكره عشوائياً ومشوشاً وناقصاً فهنا يقلل من احترامه، ويقول الجميع ليته سكت!
-وهنا تظهر قيمة الصمت؛ فإن الرجل مهما كان فكره وتفكيره لا يمكن الحكم عليه لأن الرجال حين قدومهم يستقبلون بكرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي يناله الجميع، ويحافظ على الاحترام طالما هو ساكت، ويزيد من احترامه إذا كان متعلماً مثقفاً وكان طرحه واقعياً، وكلامه مفيداً.
-أما إذا كان إمعةً يردد الكلام دون معرفة معناه، فما أحراه بالسكوت لأن السكوت أستر له لأن الكلام سيكشف شخصيته ويقلل قيمته التي استقبل بها.
-ومن هذا المنطلق فإنه يجب على الرجل معرفة نفسه ومعرفة المجلس الذي يجلس فيه ويقيمه قبل أن يتكلم ليعرف إن كان في مستوى الحضور أم لا. فإن كان في مستواهم أو أفضل علما وخبرةً كان لمشاركته فائدة وكان لمعلوماته قيمة ترفع من قيمته واحترامه!!