متابعة: متابعة : سوزان مصطفى
تعد أحد أهم الأعمال الفنية المصرية، تمثال نفرتيتي الذي يدل على جمال الفن القديم في مصر، إحدى أكثر النساء نفوذًا في مصر القديمة،
فهي الزوجة الملكية العظيمة للملك اخناتون، الحاصلة على القاب ملكية مختلفة، منها: «الزوجة الملكية العظيمة، وسيدة مصر العليا والسفلى».
تلك الملكة نفرتيتي التي سطع نجمها لسنوات عدة، خلال مشاركتها الحكم مع زوجها،
ومازال نجمها ساطع بعد مرور الآلاف من السنوات، فـ تمثال الملكة نفرتيتي يجذب الملايين من السياح،
وتسبب في إحداث صراع مصري ألماني للحصول عليه، فلماذا؟!
نشأت الملكة نفرتيتي في مصر القديمة حيث ولدت عام 1370 قبل الميلاد،
ويعني اسمها «المراة الجميلة أتت»، كانت أبنه مسئول من بلدة أخميم في مصر يُدعى آي، وفقًا لتقديرات الباحثون،
وتزوجت وهي أبنة الـ 15 عام، من امنحوتب الرابع، قبل أن يتوج بعرش مصر، حيث كانت تجمعهم علاقة ودية.
حكم امنحتب الرابع «اخناتون» وزوجته الملكة نفرتيتي مصر في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد،
في الفترة ما بين عامي 1353 – 1336 قبل الميلاد، حيث اشتهرت الملكة نفرتيتي بجمالها وقوتها.
وتعد الملكة نفرتيتي اقوى إحدى النساء اللاتي حكمن مصر، والذي ظهر في العديد من النقوش الفرعونية القديمة،
حيث أظهرت إحدى تلك النقوش الملكة وهي تقاتل أعداءها في المعارك،
وأخرى تظهرها وهي ترتدي تاج فرعون حاكم مصر للدلالة على قوتها ونفوذها في مصر الفرعونية.
كانت فترة حكم نفرتيتي لمصر كانت صغيرة فهي لا تتعدى 12 عام، واختفت بعد تلك المدة من البلاط الملكي، ومن النقوش
حيث اعتقد العلماء بأنها قد توفيت في ذلك الوقت، أو ارتقت لمنزلة الوصي، وأصبحت ترتدي ملابس الرجال فلم يتعرف إليها أحد،
لكن السبب الأساسي وراء اختفائها مازال غير واضح.
تمثال رأس الملكة نفرتيتي، مصنوع من الحجر الجيري، ومزخرف بطبقة من الجبس، يبلغ طوله 50 سم،
ويدل التمثال على براعة ودقة التصميم، وهو يتماثل مع الجانبان الأيمن والأسير من الوجه تمامًا،
فهو يصور الملكة نفرتيتي وهي ترتدي تاجًا طويلاً على رأسها، باللون الأزرق المزين بالذهب.
رُصعت إحدى العينين للملكة بالكريستال، وثُبت بؤبؤ العين بالشمع، في حين لم يتم ترصيع العين الأخرى،
وفي تمثال يبرز مرأة ذات ملامح فرعونية جمالية، يأتي نحت الرقبة بشكل طويل ورشيق،
ورسمة العينين الشبيهة بحبة اللوز تمامًا، وحواجب مرسومة بشكل مقوس، وملامحها المتناسقة الجميلة.
أثارت تلك العين غير المرصعة بالكريستال دهشة الكثيرين، فلماذا تم ترصيع واحدة منهم بالكريستال والأخرى تركت فارغة بيضاء خالية من بؤبؤ العين،
لكن يرجع الأمر إلى احتمالية معاناة الملكة نفرتيتي من متلازمات مختلفة وعادة ما تكون وراثية.
وحين تم اكتشاف تمثال نفرتيتي على يد فريق تنقيب ألماني في تل العمارنة في مصر عام 1912م
، وتم وضع التمثال في عدة مواقع في ألمانيا، ليستقر في نهاية الأمر في متحف برلين الجديد إلى الأن، ليصبح رمزًا ثقافيًا لبرلين ومصر القديمة.
وكانت دائما الحضارة الفرعونية القديمة بطبيعة الحال مطمع لكثير من الدول،
وعلى مدار أكثر من 100 عام، تسبب تمثال نفرتيتي في إحداث صراع بين مصر وألمانيا للحصول عليه.
وفي عام 1912م، اكتشف عالم الأثار الألماني لودفيج بورشارت تمثال نفرتيتي في محافظة المنيا بمصر،
وقام بأخذه إلى ألمانيا، مبررًا أن الدولة المكتشفة لها الحق في أخذ نصف الشيء الذي تم اكتشافه.
وطالبت مصر في عام 1933م برد تمثال نفرتيتي لأنها ترى أن التمثال خرج بطريقة غير شرعية،
لكن رفض هتلر في ذلك الوقت إعادة التمثال، وقام بعرضه في متحف العاصمة جرمانيا.
عام 1946م، أرسل الملك فاروق الأول إنذارا للسلطات الألمانية يدعوه بعودة التمثال، لكن باتت تلك المحاولة أيضًا بفشل استعادته.
وبعث في عام 2011م، الدكتور زاهي حواس، الخبير الأثري المصري، وأمين عام المجلس الأعلى للأثار في ذلك الوقت،
برسالة رسمية إلى الحكومة الألمانية، والسفير الألماني في مصر يطلب إعادة رأس نفرتيتي إلى موطنها،
وأكد في نفس السياق الدكتور خالد العناني وزير الأثار، أنه طلب من السلطات الألمانية نفس الطلب،
لكنهم أصروا على الاحتفال به لكونه قطعة أثرين فريدة تجذب الملايين من السياح إليهم.
أسرار الفراعنة لاتنتهي ..تُرىَ ما السر وراء ترك إحدى عيون نفرتيتي بيضاء
أسرار الفراعنة لاتنتهي ..تُرىَ ما السر وراء ترك إحدى عيون نفرتيتي بيضاء