الأخبار

أضحوكة العقوبات الامريكية

كتب: شيرين رفعت 

الولايات المتحدة الأمريكية لا تحل ولا تمل في إطار فرض سياساتها الاستعمارية وفق أجندتها الاستراتيجية ،

فهي تتعامل وكأنها تعيش بمفردها في هذا العالم ، أو قل- ان شئت- كأنها هي القائد لهذا العالم.

 

تصول وتجول وتعاقب وتعفو وتحرك وتقف ، ولا احد يتحدث معها أو يناقشها ، هي لا تشعر إلا بذاتها ،

حينئذ هي مريضة ، وتحتاج إلى العلاج النفسي ، وكم كنا نعتقد صغارا مما تعلمناه أنها القوة العظمى في هذا العالم .

 

وما أن كبرت أعمارنا إلا واكتشفنا كذب ماتعلمناه ، وكذب ما اعتقدناه، وخاصة في أكذوبة فرض العقوبات على الدول

التي تخرج عن طوعها ، هي فشلت في أن تفرض عقوباتها على مصر ، وهي حاولت أن تضغط على السعودية والإمارات

العربية فلوحت باضحوكة العقوبات ، هي فشلت في احكام سيطرتها على الدول الماردة مثل إيران أو تركيا أو حتى روسيا

وغيرها .. هي فشلت في سياساتها مع دول كثيرة.

 

ومازالت تتوهم أنها تعيش في إنجازاتها الخلاقة ، هي اوهمت شعبها بذلك ، هي حتى فشلت في أفغانستان ، وفي علاقاتها

بالشرق الأوسط ، وحتى مع الاتحاد الأوربي ، هي باتت تبحث عن نصر دبلوماسي أو اقتصادي أمام غريمتها الصين العنيدة ،

هي تهدد روسيا تارة ثم الصين تارة أخرى ، وهي لاتمل في أن تتوعد بعضا من دول العالم بطريقة أو بأخرى ، هي تعتقد

متوهمة أن أن دول العالم تخاف وترتجف من قوة امريكا العظيمة ، بل وتحاول تسويق ذلك لمواطنيها ، أما دول العالم التى

تهددها امريكا وتتوعدها هي تعيش في عالم آخر ، تعمل وتكد كي لا تحتاج إلى مساعدات أمريكية وتناى بنفسها عن اجندات

امريكا الاستعمارية .

 

فروسيا تبدأ توريد الصواريخ إلى الهند رغم مخاطر العقوبات الأمريكية، حيث ذكرت وكالات الأنباء الروسية، نقلًا عن ديمتري

شوغاييف، رئيس وكالة التعاون العسكري الروسية، أن روسيا بدأت إمداد الهند بأنظمة الدفاع الجوي الصاروخية إس-400،

وقد تعرض تلك الإمدادات الهند؛ لخطر فرض عقوبات من الولايات المتحدة بموجب قانون أمريكي صدر عام 2017 بهدف

ردع الدول عن شراء أسلحة عسكرية روسية.

 

وقد نقلت وكالة أنباء “إنترفاكس” عن شوغاييف قوله في معرض لتجارة الطيران بدبي “بدأت الإمدادات الأولية بالفعل”،

وقال إن الدفعة الأولى من أنظمة إس-400 ستصل إلى الهند بحلول نهاية هذا العام؛ حيث تم التوقيع على الصفقة في عام 2018

بقيمة 5.5 مليار دولار، تتضمن 5 أنظمة صواريخ “أرض-جو” بعيدة المدى، والتي تقول الهند إنها بحاجة إليها لمواجهة تهديد

من الصين.

 

وايضا هناك تحركات أمريكية في البحر الأسود تثير غضب روسيا، حيث اعتبر وزير الدفاع الروسي “سيرجي شويجو”

التحركات الأخيرة لسفن تابعة لـ”واشنطن” وحلف الناتو بالبحر الأسود اختبارًا للقدرات البحرية الروسية في البحر الأسود.

 

كما أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين “دميتري بيسكوف”، أن الرئيس الروسي “فيلاديمير بوتين” يتابع عن كثب تحركات

حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية بالبحر الأسود في الآونة الأخيرة، مضيفًا أن هذه التحركات تأتي في غضون محادثات

عسكرية بين الجانبيْن الأمريكي والروسي في محاولة لتجنُّب أي خطوات تصعيدية بينهما.

 

وفي مكالمة هاتفية بين “بوتين” والقائم بأعمال المستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” تعقيبًا على التحركات الأمريكية الأخيرة

في البحر الأسود، أكَّد “بوتين” أن هذه التحركات تحمل طابعًا شديد الخطورة على استقرار الإقليم معتبرًا أنها جاءت في خطوة

مفاجئة.

 

جدير بالذكر أن التحركات البحرية ترسل رسالة قوية لـ”موسكو” مفادها أنَّ “واشنطن” ستساند حلفاءها – أوكرانيا وجورجيا

بصفة خاصة – إزاء أية تهديدات روسية، ولعل هذا هو الدافع الرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في اتجاهها لعقد مناورات

عسكرية مشتركة مع هاتيْن الدولتيْن، وينذر هذا الأمر بمزيد من التصعيد في العلاقات الأمريكية الروسية.

 

ولأن الاقتصاد هو المحرك الرئيسي للدول فإن التساؤل القائم هل التحول إلى اقتصاد عالمي جديد.. يستطيع أن ينهي حقبة

الليبرالية ؟

 

تتجه الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من حلفائها وشركائها الغربيين إلى تبني نهج اقتصادي جديد مُخالف للتوجه النيوليبرالي

السائد منذ فترة طويلة، لصالح رؤية جديدة شاملة للنمو الاقتصادي تقوم على أساس تفضيل قيمة العمل على الثروة،

والحفاظ على البيئة والمناخ على تحقيق الربح، فضلًا عن تحقيق المساواة من أجل تعزيز رفاهية الإنسان، والتخلص من استخدام

الكربون في الأنشطة الاقتصادية عبر تعزيز الصناعات الخضراء.

 

في ضوء ذلك، تسعى إدارة “بايدن” والحكومات الغربية الأخرى الآن إلى وضع معايير جديدة للتجارة الدولية، وتوجيه الاستثمار

لمعالجة العديد من القضايا، على رأسها عدم المساواة في الدخول.

 

وستتطلب ترجمة هذا النهج الاقتصادي الجديد على أرض الواقع من أجل حماية حقوق العمال والحفاظ على البيئة؛ الحدّ من تأثير

شركات القطاع الخاص، التي تسيطر بشكل كبير على السياسات الحكومية لتحقيق مصالحها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم