متابعة : نوران سعاده
عند وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة المنورة ، نزل بقباء يوم الاثنين الموافق اثنى عشر
من ربيع الأول حيث بدأ وقتها التاريخ الهجرى، وأقام هناك حتى يوم الخميس وبنى هناك أول مسجد فى
الإسلام، ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة وقد حان وقت الصلاة وهو بين قباء والمدينة فاتخذ هناك
مسجدا وجمع الناس وخطب فيهم أول خطبة جمعة في المدينة.
اول خطبة جمعة
وقال صلى الله عليه وسلم فى هذه الخطبة “الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه، وأومن
به ولا أكفره وأعادي من يكفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أرسله
بالهدى والنور والموعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ودنو
من الساعة وقرب من الأجل، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى وفرط وضل ضلالا
بعيدا، وأوصيكم بتقوى الله، فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة وأن يأمره بتقوى
الله، فاحذروا ما حذركم الله من نفسه، ولا أفضل من ذلك نصيحة ولا أفضل من ذلك ذكرا، وإن تقوى الله
لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة، ومن يصلح الذي بينه
وبين الله من أمره في السر والعلانية لا ينوي بذلك إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره وذخرا فيما بعد
الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم، وما كان من سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا، ويحذركم الله
نفسه والله رؤوف بالعباد، والذي صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك، فعنه يقول عز وجل: (ما يبدل القول
لدي وما أنا بظلام للعبيد)، فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية، فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا،ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما، وإن تقوى الله يوقي مقته ويوقي عقوبته ويوقي
سخطه، وإن تقوى الله يبيض الوجوه ويرفع الدرجة، خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، قد علمكم الله
كتابه ونهج لكم سبيله ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه
وجاهدوا في الله حق جهاده، هو اجتباكم وسماكم المسلمين ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي
عن بينة ولا حول ولا قوة إلا بالله، فأكثروا ذكر الله واعملوا لما بعد اليوم، فإنه من يصلح ما بينه وبين الله
يكفه الله ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه ويملك من الناس ولا يملكون
منه، الله أكبر ولا قوة إلا بالله العظيم”.