متابعة : سوزان مصطفى
حدث الحادث على الطريق ” الدائري الأوسطي.. حيث خيم الحزن الشديد على الطريق الذي شهد حادثاً مروعاً ،
فلا صوت يعلو على أصوات سرائن الإسعاف والشرطة،
ومشهد بمنتصف الطريق لميكروباص مهشم تكاد تعرفه من خلال ما تبقى منه من أرقام فقط،
و سيارة “تريلا” تقف أمامه وكأنها وحش ابتلعه بكل الأرواح التي كانت فيه وبكل أجزاء الميكروباص.
“ياخبر ده ميكروباص أبو خالد.. بتاع ديروط”
ويمر شخص تعرف على الميكروباص وعرف صاحبه ودون وعي قال”ياخبر ده ميكروباص أبو خالد.. بتاع ديروط”..
وبهذه الكلمات كان يتمتم في حالة دهشة شديدة ، وتوقف يتذكر السائق عبدالله طاهر يونس، وابتسامته و لهجته الصعيدية،
وكيف كان يراه واقفا بجوار السيارة في الموقف ويتحدث معه ومع باقي السائقين.
الأربعاء 20 أكتوبر.. وبالتحديد قبيل الغروب بنحو ساعة ونصف الساعة
، حين ظهرت سيارة نقل “تريلا” على الطريق الدائري الأوسطي بأكتوبر وكأنها مبتلعة أجزاء سيارة “ميكروباص”
، في مشهد يتخلله آية قرآنية ظهرت بمحض الصدفة مكتوبة على مقدمة السيارة النقل وخلفية السيارة الميكروباص
، لتظهر عقب الحادث في مشهد واحد.
آخر كلمات قيلت بالميكروباض
صرخات مرتفعة لم تمضى سوى بضعة ثواني..
حتى صرخ الجميع داخل الميكروباص حاسب يا اسطى، حاسب يا عبدالله النقل في وشك،
فكانت “سيارة نقل تريلا” أمامه مباشرة،
ليتحول الميكروباص في لحظات إلي قطعة حديدية “خردة”، ينفجر منه الزجاج الملطخ بالدماء، وسرعان ما توقفت السيارات على اليسار واليمين، .
يهرع جميع السيارات المارة بجانبي الطريق صوب الميكروباص
، محاولات هنا وهناك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أنه لم يكن هناك صوتا بداخله سوى أنفاس بسيطة لفظها الضحايا قبل موتهم.
وينتج عن المأساة جثث وأشلاء ملطخة بالدماء
بمجرد اقتراب الجميع من الميكروباص،
كانت رائحة الموت، وسيل الدماء يخرج من كل صوب.. مرتادي الطريق لا يستطيعون إخراج جثامين الضحايا من الداخل
، وفي الأفق كانت سرائن الشرطة والإسعاف والحماية المدنية،
حين وصلت إلي موقع الحادث برفقة اللواء مؤمن الساعدي مساعد وزير الداخلية مدير الادارة العامة للمرور، وقيادات الادارة
صواريخ وقواطع لإخراج الجثث
سرعان ما بدأ رجال الحماية المدنية أعمالهم.. تقطيع في صاج السيارة الميكروباص لإخراج جثامين الضحايا،
ومحاولات لرجال الإسعاف في إنقاذ شخصين يلفظوا أنفاسهم الأخيرة
، ومرت الدقيقة تلو الأخرى، حتى أعلن الحادث عن سقوط نحو 17 قتيلا،
وما هي دقائق قليلة حتى كانت كلمة القدر حين تم الإعلان عن مصرع الشخصين المصابين في الحادث لترتفع الحصيلة إلي 19 جثة.
و كانت هذه الرواية الأولى في الحادث.. بمجرد وصول رجال الشرطة إلي موقع الحادث على الطريق الدائري بمنطقة أكتوبر
، أكد شهود العيان على الواقعة بأن سائق التريلا توفي أو أصيب بغيبوبة
والجميع شاهد التريلا وهي تصطدم بالحواجز الخرسانية ثم عبورها للإتجاه الآخر واصطدامها بالميكروباص
إنفجار الإطار الخاص بـ النقل
وكانت هناك رواية أخرى لشهود العيان..
فهناك من أكد على أن الحادث بسبب إنفجار إطار السيارة النقل “التريلا”
وعدم سيطرة سائقها عليها مما أدى إلي عبورها الاتجاه الآخر وانحرافها نحو الميكروباص،
ولعل السبب الحقيقي في الحادث سيكون في يد جهات التحقيق واللجان الهندسية التي ستحدد بكل دقة سبب حدوث الواقعة.
إبتسامة وداع ..آخر لقطة لـ سائق ميكروباص الدائري الأوسطي