علوم وتكنولوجيا

إكتشاف عقاقير مستوحاة من النظرية الداروينية

متابعة | سوزان مصطفى

يجب على الجسم أن يدافع عن نفسه باستمرار ضد البكتيريا والفيروسات.إّنه يولد الملايين من الأجسام المضادة المختلفة

والتي يتم إختيارها للتعرف على العدو وإطلاق أفضل إستجابة مناعية ممكنة.ويستخدم العلماء هذه الأجسام المضادة لأغراض

علاجية لإستهداف البروتينات وتعطيل آثارها الضارة.ومع ذلك فإنّ تحديد الجزيئات الصغيرة التي ستشكل أساس الأدوية عملية

طويلة ومملة.وطور الكيميائيون في جامعة جنيف (UNIGE) بسويسرا تقنية مستوحاة من نظرية التطور الدارويني تضخيم

أفضل التوليفات وتوليد التنوع الذي يسمح لبيولوجيا إيجاد حلول لمشاكل جديدة.ولقد إبتكروا منهجية جديدة تولد بسرعة الملايين

من مجموعات الجزيئات الصغيرة من خلال التجميع المبرمج بإستخدام عمليات إقتران الحمض النووي وإيجاد

أفضل تركيبة ممكنة لمواجهة البروتين المستهدف في غضون أسبوعين.وستفتح هذه النتائج مساحة جديدة وغير مستغلة لتطوير الأدوية.

وتعتمد طريقة عمل الأدوية على التعرف الجزيئي لبروتين مستهدف متورط في مرض ما ثم نزع سلاحه.وللقيام

بذلك يستخدم العلماء فحصاً عالي الإنتاجية لتحديد الجزيء الذي يمكن أن يصبح دواءً،ويستهدف بشكل خاص البروتين

محل الإهتمام على مدى السنوات العشر الماضية،وتم تحسين هذه التقنية من خلال ترميز الجزيئات الصغيرة بعلامات DNA

التي تبسط التعرف عليها حيث يسهل فك تشفير الحمض النووي.ويشرح نيكولاس وينسينجر الأستاذ في قسم الكيمياء العضوية

في كلية العلوم بجامعة UNIGE والمؤلف المقابل للدراسة: “دائماً ما تجد البيولوجيا حلاً لمشكلة ما.وهذا هو مبدأ التطور الطبيعي

والذي يتكون من تضخيم أفضل الأفراد بينما يولدون التنوع للتكيف والبقاء على قيد الحياة في الظروف المتغيرة.

وفي الواقع طور العلماء تقنية تولد التنوع عن طريق إنشاء أكثر من 100 مليون مجموعة من الجزيئات عبر الحمض النووي

الخاص بهم والتي يختارون من خلالها أفضل مطابقة لبروتين معين.ويوضح نيكولاس وينسينجر: “لقد إستلهمنا الإلهام من خصائص

الأجسام المضادة التي تتعرف على البروتينات المستهدفة وسعينا إلى تقليدها في شكل جزيئات أبسط للسماح بتجميعها في مجموعات

مختلفة بتوجيه من تسلسل الحمض النووي”.ثم يتم إختيار هذه التوليفات وتضخيمها عدة مرات للعثور على أفضل تطابق

ممكن مع البروتين المراد إستهدافه كل ذلك في أسبوع إلى أسبوعين مقارنةً بشهور أو حتى عام للفحص التقليدي عالي الإنتاجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم