متابعة : سوزان مصطفى
توصل العلماء إلى وجود جسما مضاداً أحادي النسيلة شديد الفعالية
يستهدف بروتين spike في فيروس SARS-CoV-2، وهو فعال في تحييد جميع المتغيرات المثيرة للقلق
والتي تزيد من الإكثار من تحورات الفيروس، بما في ذلك متغير دلتا.
وأقدم الباحثون على عزل الجسم المضاد الذي تم تحديده حديثا باستخدام الخلايا الليمفاوية من مرضى “كوفيد-19”
المسجلين في دراسة ImmunoCoV،
التي تجريها خدمة المناعة والحساسية في مستشفى جامعة لوزان. ليتأكدوا من فاعليته في مقاومة الفيروس وتحوراته.
يعد هذا الجسم المضاد هو من أقوى الأجسام التي تم تحديدها حتى الآن ضد SARS-CoV-2.
ويشير التوصيف الهيكلي للجسم المضاد إلى أنه يرتبط بمنطقة لا تخضع لطفرات بروتين spike.
ونظراً لتفاعله المحكم، فإن الجسم المضاد بروتين spike يمنع من الارتباط بالخلايا التي تعبر عن مستقبل ACE2،
وهو المستقبل الذي يستخدمه الفيروس لدخول خلايا الرئة وإصابتها بالجلطات التي تؤدي للوفاة.
ويفسر هذا الاكتشاف أن الجسم المضاد يوقف عملية تكاثر الفيروس
، ما يمكّن الجهاز المناعي للمريض من القضاء على SARS-CoV-2 من الجسم نهائيا ً.
ومن خلال اختبارات في الجسم الحي على الهامستر فقد تم إثبات آلية وفاعلية الحماية ،
حيث أن العينات التي تم إعطاؤها للجسم المضاد، كانت محمية من العدوى حتى بعد تلقي جرعة شديدة العدوى.
وزيادة في خصائصه المضادة للفيروسات،
تم تصميم الجسم المضاد الجديد ليكون له تأثير دائم على البشر اي لا يعرضهم لمثل هذه المتحورات الفيروسية.
ويساعد الجسم المضاد النموذجي غير المتغير في الحماية لمدة تصل إلى 3-4 أسابيع
. لكن هذا الدواء الجديد يمكنه حماية المرضى لمدة 4-6 أشهر. وهذا يجعله خيارا علاجيا وقائيا مثيرا للاهتمام للمعرضين للخطر غير المحصنين
أو الأفراد الذين تم تطعيمهم غير القادرين على إنتاج استجابة مناعية.
ويعتبر هذا الاكتشاف خاص بحماية المرضى الذين يعانون من نقص المناعة
ومتلقي زراعة الأعضاء والذين يعانون من أنواع معينة من السرطان من SARS-CoV-2
عن طريق تلقي حقن الأجسام المضادة مرتين أو ثلاث مرات في السنة.
ويأمل الباحثون الآن للبناء على هذه النتائج الواعدة بالاشتراك مع شركة ناشئة
ستقوم بالتطوير السريري وإنتاج الدواء المحتوي على الأجسام المضادة،
من خلال اتفاقيات التعاون والملكية الفكرية. ومن المنتظر أن تبدأ التجارب السريرية للدواء في أواخر عام 2022.
ويمثل اكتشاف هذا الجسم المضاد الجديد خطوة كبيرة إلى الأمام
في مكافحة “كوفيد-19” إنه يفتح الباب أمام علاجات محسنة للأشكال الحادة من المرض
ولإجراءات وقائية معززة، خاصة للمرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة
. ومع ذلك، لا يُقصد بهذا الجسم المضاد أن يحل محل لقاحات “كوفيد-19″،
والتي تظل الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من العدوى.
المصدر: ميديكال إكسبريس
إكتشاف علمي مثير جداً قد يغلق الباب نهائيا عن فيروس SARS-CoV-2
