هدير فكري
اكتشاف… جزيئات… فريدة… في الجعة…
تعلم الإنسان بعد ممارسة الزراعة، صنع الجعة. وربما يكون
السبب في ذلك وفرة الحبوب. وقد أحب الناس هذا
المشروب، وانتشرت صناعته وفق قواعد ولوائح قانونية.
تاريخ الحضارة البشرية، إلى أن الناس منذ القدم كانوا
يسعون لتحسين المنتوج النهائي، حتى أن عددا من قوانين
حمورابي ملك بابل، كانت مخصصة لتنظيم إنتاج وبيع
الجعة. ويعتبر قانون Reinheitsgebot البافاري لعام
1516 أقدم قانون لا يزال ساري المفعول بشأن نقاء الجعة.
ولذلك ليس مستغربا أن يقرر علماء من ألمانيا دراسة تركيب
الجعة التي تباع في كل مكان. ومن أجل ذلك استخدموا
معدات وأجهزة وطرق حديثة في دراسة تركيب 467 نوعا
من الجعة مصنوعة في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا وبلدان شرق آسيا.
ويقول فيليب شميت كوبلين المشرف على الدراسة من
جامعة ميونخ التقنية ومركز هيلمهولتز، “بفضل الانجازات
الأخيرة في الكيمياء التحليلية، يمكننا كشف التركيب
الكيميائي المعقد للجعة بصورة مفصلة غير مسبوقة. لأنه
يمكننا متابعة حتى أصغر التغيرات الطفيفة في تركيب
الجعة أثناء عملية إنتاجها، لضمان جودتها واكتشاف المزورة منها”.
واكتشف الباحثون باستخدام طريقتين للقياس الكتلي،
7700 إيون لها كتلة وصيغة فريدة. وحدد الباحثون
الدهون والببتيدات والنيوكليوتيدات والمركبات الفينولية
والأحماض العضوية والفوسفات والكربوهيدرات فيها.
واتضح ان 80 بالمئة من المركبات المكتشفة لم تكن
موجودة في قاعدة بيانات المواد الكيميائية.
و بما أن كل صيغة يمكن أن تتوافق مع 25 بنية جزيئية
مختلفة، فيتضح أن العلماء اكتشفوا عشرات آلاف المستقلبات الفريدة (منتجات تحويلية للمركبات الكيميائية) في الجعة.
ويشير الباحث ستفان بيستشون من جامعة ميونخ التقنية،
إلى أن هذا يعود إلى استخدام مواد خام مختلفة وطرق
عديدة في صناعة الجعة.
المصدر: فيستي. رو