الأخبار

الثورة الرقمية اسلوب لصناعة الإرهابى

اللواء اشرف فوزى يكتب ….

أنه في ظل ظهور وتطوّر “الثورة الرقمية” التي يشهدها العالم الآن، وتسخير الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية “الفضاء الرقمي” لأغراضها الدعائية، من نشر لثقافتها وأفكارها الشاذة والمتطرفة، ومن شن حرب نفسية على الخصوم، ومن ضخ دماء جديدة لصفوفها، برز مصطلح “الجهاد الرقمي” بسبب استغلال تلك الحركات والجماعات للفضاء الرقمي، ليُصبح – بلا منازع – أداة فاعلة وعاملًا محوريًّا في “الغزو الثقافي”، الذي كان يعتمد قديمًا على الفضائيات ووسائل الإعلام التقليدية، والتي كانت تُستخدم أداةً رئيسة في عملية الاستغلال الثقافي.
أنّ “الفضاء الرقمي” بات من المنافذ المفضلة لدى الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية في التواصل ونشر الأفكار المسمومة في عقول المتعاطفين والأنصار؛ لذا يجب على الحكومات والمؤسسات كافة، لا سيّما المؤسسات المتخصصة بمجال التكنولوجيا -ضرورة تضافر الجهود فيما بينها للتصدي لتلك المخططات.

أن المُتأمل في الأدوات التي تستخدمها الحركات والجماعات المتطرفة الآن في حربها، نجد أنها تُولى “الكاميرا وأجهزة الحاسوب والهواتف الذكية والشبكة العنكبوتية” أهمية كبيرة لا تقل عن اهتمامها بالأسلحة والمتفجرات التي تستخدمها في تنفيذ عملياتها الإرهابية، وهو ما يُطلق عليه “الكاميرا فى خدمةالكلاشينكوف”.

أن “الكاميرا مع الكلاشينكوف مع الشبكة العنكبوتية”، يُساهم هذا المثلث بشكلٍ كبيرٍ في بسط نفوذ الحركات والجماعات المتطرفة، من خلال الحرب النفسية التي تشنها من خلال نشر أفكارها المسمومة وخطابها المتطرف الموجه، ومشاهد العنف التي تظهر في دعايتها، لتصبح تلك الأدوات الأكثر ترويجًا للعنف والكراهية والتطرّف، لتجعل “الجهاد الرقمي” يتصدر المشهد الإلكتروني.

أنه عندما نُحصى منصات “الجهاد الرقمي”، نجد أنه من الصعوبة بمكان تحديد عددها بدقة، حيث إن مصطلحَيِ “الإرهاب” و”التطرف” يعتبران مصطلحان مطاطيان، بسبب تنوع الأشكال والأساليب، واختلاف نظرة المجتمع الدولي وتباينها حولهما، فنجد ما تراه بعض المجتمعات إرهابًا أو تطرفًا، يراه الآخرون عملًا مشروعًا، والعكس
وعلى الرغم من الطبيعة التقنية للجهاد الإلكتروني، فإنه من جانب آخر يحمل أبعادا إنسانية. لقد خصص المؤلفان جزءًا من الكتاب للحديث حول أبرز الشخصيات في ساحة المعركة الجهادية الرقمية، بمن فيهم أنور العولقي، المشهور بنشاطه على ساحات الفضاء الإلكتروني والمعروف باسم “بن لادن الإنترنت”، وأبو سياف الذي يعتبر العقل المدبر الذي يدير قاعدة بيانات المنتمين إلى تنظيم داعش، وكذلك جنيد حسين، الموصوف بكونه أول أمير إلكتروني في ظل الخلافة المزعومة.

لقد استغل تنظيما القاعدة وتنظيم “الدولة الإسلامية” داعش، في السنوات الأخيرة قدراتهما السيبرانية من منطلق إدراكهما لأهمية دور المعركة على ساحة الفضاء الإلكتروني في خدمة عملياتهما الدعائية، وكذلك دورها كأداة لوجستية في دعم هجماتهما ضد أعدائهما حول العالم.

ومن منطلق إدراك أهمية الآلة الدعائية، تمتلك داعش الكثير من الأذرع الإعلامية، لكل منها أهدافه وهياكله التنظيمية الخاصة به، ولدى كل ولاية قناة إعلامية رسمية، تحمل اسم الولاية وتقدم بيانات رسمية مشتركة وتقارير وصورًا ومقاطع فيديو.

من جانب آخر تم تأسيس المنصة الإعلامية المعروفة بـ”مركز الحياة للإعلام” بغرض التواصل مع الناس الذين لا يتحدثون اللغة العربية، وتشتهر بإنتاج الأفلام، مثل فيلم “لهيب الحرب”.

هناك سؤال أساسي هل ستكون جهود الباحثين، وأجهزة الأمن، وكبرى شركات التكنولوجيا، لوقف انتشار رسائل الكراهية الجهادية عبر مواقع وساحات المنصات الإلكترونية كافية في تحقيق الهدف المشترك وهو وقف انتشار الرسائل الجهادية، أم أن الأمر يتعدى مجرد تدمير مثل هذه المواقع؟ فعلى سبيل المثال، وعلى الرغم من الجهود المكثفة من جانب شركات التكنولوجيا الكبرى لإغلاق الحسابات التي تنشر رسائل الكراهية، دائمًا ما يتمكن الجهاديون والمنتمون إلى الفكر الداعشي من إيجاد مساحات جديدة أخرى، أفضل من ناحية التخفي، وأكثر صعوبة من ناحية التعقب اللازم للمحللين المنخرطين في دراسة هذه الظاهرة. ربما حان الوقت لتطوير وسائل أخرى مضادة أكثر فعا
لا شك أن صناعة الارهاب نمت وازدهرت تحت مظلة عالمية من الظلم و انتشار للفقر و الامية و الاستبداد فتلك ظروف “مخبرية” ملائمة لصناعة الارهابي… فمن هو “الارهابي المفترض” و ماهي مراحل انضاجه.
المستهدف
* الشاب المفقر و المهمش الذى فاقت أحلامه واقعه دائم التذمر أو المحبط و اليائس.
* المراهق الباحث عن التماهي مع “الأبطال
المراحل
– تغذية المستهدف بحقن من الحقد و الكراهية الطائفية و الدينية و ايهامه بأنه ضمن “شعب الله المختار” و تمييزه عن غيره باللباس و الشكل المختلف و أن الآخرين لا يستحقون الا التحقير و جزاؤهم غضب الله و الخلود فى الجحيم.
– محو كل ميل للفنون و الآداب استنادا لفتاوى تميز “الطائفة المنصورة” فالمنتمي للطائفة يجب أن ينفر من الفن والموسقى و الشعر لضمان قسوة الفؤاد و موت الاحساس… فالقتل و الانتحار موجب لقسوة القلب.
– تغييب العقل و جعله فقط وعاء “للعلم الشرعي” و تدريبه على السمع و الطاعة بمنطق لا تناقش و لا تجادل.
– التركيز على نشر مرئيات لمذابح و مآسي المسلمين مع التركيز على تواطؤ الحكام و كل “المذاهب و الفرق” عدى “الطائفة المنصورة”… و فى خضم هاته الدماء المسكوبة و حين يصل الحنق و الحزن مداه لدى “الشخص المستهدف” يتم اظهار رموز الطائفة دون سواهم كملائكة مخلصين.
– استهداف المراهق بمرئيات و أناشيد يرى فيها تحقيقا لصورة البطل المفقود الذى يتحدى الامبراطوريات و الحكام و الدول و الجيوش العرمرم….
– الارهابي الآن جاهز للاستخدام و لم يتبقى الا امداده بالسلاح أو الهجرة

  • هكذا يتم إستغلال الشباب باسم الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم