متابعة : خالد مصطفى
يصادف اليوم 30 ديسمبر / كانون الأول الذكرى الأولى لهجوم مطار عدن ، وهي واحدة من أبشع مذابح الحوثيين في تاريخ اليمن ،
والتي صدمت العالم العربي والعالمي.
كانت الساعة الواحدة ظهراً وكان مطار عدن مكتظاً بآلاف المدنيين بينهم آلاف المدنيين الذين توافدوا لاستقبال الحكومة اليمنية
المشكلة بموجب اتفاق الرياض من مسؤولين ومسافرين ومرضى وعاملين في المجال الإنساني وغيرهم والعديد من المراسلين.
ومن بين هؤلاء المدنيين ، في أقل من دقيقة ، أصابت ثلاثة صواريخ باليستية دقيقة التوجيه المطار الرئيسي ،
أعقبها سلسلة من الانفجارات الضخمة ، أعقبها تدافع مسعور من قبل المواطنين ، وتناثرت عشرات البقايا على الأرض.
ووقع الصاروخ الأول في صالة كبار الضيوف، والثاني في الموقف الخرساني للطائرات، والثالث في حافة الرصيف للصالة،
مما يعني استهداف ممنهج لإبادة الحكومة اليمنية، وإيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين.
وأسفر الهجوم المميت عن مقتل وإصابة 135 شخصا، بينهم 25 قتيلا من المسؤولين المحليين وضابطا في وزارة الداخلية
وصحفي والعديد المدنيين، بحسب حصيلة وزارة الصحة اليمنية حينها.
وبحسب أدلة الحكومة اليمنية، فإن جميع الصواريخ كانت قادمة من شمال مطار عدن،
وأطلقتها مليشيات الحوثي وخبراء الحرس الثوري الإيراني باليمن، حيث انطلق الأول والثالث من مطار تعز فيما أطلق الثاني من مدينة ذمار.
غض الطرف
ولاقى هجوم مطار عدن الدولي حينها عاصفة تنديد دولية وإقليمية وأممية، وكان غالبية اليمنيين يعولون
على موقف دولي حازم تجاه جرائم مليشيات الحوثي.
كما حقق في الهجوم خبراء يمنيين ودوليين لاحقا، وأكدوا تورط مليشيات الحوثي، لكن رغم ذلك فلم يشكل
هذا الحادث الدموي إي رد دولي أو ردع للمليشيات الانقلابية.
واعترفت الحكومة اليمنية بهذا الخذلان المخزي للعالم تجاه جريمة حدثت أمام مرأى الرأي العام المحلي والدولي،
وقالت إن “ردود فعل المجتمع الدولي والأمم المتحدة لم تتجاوز حدود الإدانة والاستنكار”.
وليس ذلك فحسب، فوفق حكومة اليمن فإن “الإدارة الأمريكية مضت بعد أشهر قليلة من هجوم مطار عدن الدامي
على رفع تصنيف مليشيات الحوثي ككيان إرهابي”، فيما اعتبر صدمة لغالبية اليمنيين وخذلان غير مسبوق لضحايا إرهاب الانقلابيين.
شهادة جديدة
وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، قدم في الذكرى الأولى للجريمة الإرهابية الكبرى
التي نفذتها مليشيا الحوثي بقصف مطار عدن الدولي بالصواريخ الباليستية “إيرانية الصنع”،
شهادة جديدة كشاهد على بشاعة ودموية وهمجية المليشيات الانقلابية.
وقال في سلسلة تدوينات على حسابه في موقع “تويتر” طالعتها “العين الإخبارية”، إن الهجوم كان “
محاولة لاغتيال رئيس وأعضاء الحكومة اليمنية أثناء وصول الطائرة التي تقلهم”.
وأضاف أن “هذه الجريمة النكراء التي شاهدها العالم أجمع على الهواء باستهداف الحكومة،
ومطار مدني، وتعريض حياة الآلاف من المدنيين الذين حضروا لاستقبالها للخطر،
كشفت عن حقيقة موقف مليشيا الحوثي من السلامة”.
وفيما أكد المسؤول اليمني مضي مليشيات الحوثي في مخططها الانقلابي دون اكتراث بشلال الدماء
والأوضاع الانسانية المتردية في اليمن، انتقد بشدة ردود الفعل الدولية والأممية والأمريكية،
مشيرا إلى أنها لم “تتخطى حدود الإدانة”.
وكشف الإرياني إلى أنه بعد مرور عام من هذا الهجوم المروع، لا تزال ندوب الجريمة الإرهابية باقية
ولا يزال يعاني منها العديد من الجرحى، وترحم على ارتقت أرواحهم من قيادات الدولة والسلطة المحلية
والصحفيين والعاملين في مطار عدن وأفراد الجيش والأمن وعامة المواطنين الذي تواجدوا في المطار لاستقبال الحكومة لحظة الانفجار.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة بدعم جهود الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا،
لمواجهة الإجرام الذي تمارسه مليشيا الحوثي الارهابية بحق اليمنيين.
كما شدد على أهمية العمل على تصنيف مليشيا الحوثي كـ”جماعة إرهابية” وإدراج قياداتها في قوائم الإرهاب،
وملاحقتهم في محكمة الجنايات الدولية باعتبارهم مجرمي حرب، لضمان عدم إفلاتهم من العقاب.