الأخبار

” الذوق مخرجش من مصر”

كتبت/ايه ابراهيم
عضو فريق الباشكاتب للوعي الثقافي والأثري

كتير مننا بيسمع الجملة الشهيرة دى او بيقولها بس ياترى فيه حد فكر ايه معنى الجملة دى او اصلها او السبب الى اتقالت فيه الجملة ؟!
وده اللى احنا هنعرفه من خلال مقالنا اليوم ..
فى البداية الجملة دى ملهاش علاقة بالذوق ولا حسن المعاملة ؛ طيب امال ايه معنى الجملة دى !!

المقولة الشهيرة بتاعتنا دى بترجع لعصر المماليك من قرابة 763 عام – والمقصود من المقولة دى هو ( حسن الذوق) طيب مين حسن الذوق ده ؟!
كان الذوق احد فتوات المحروسة ” بمعنى رجل قوى وصاحب عقل حكيم” وكان من تجار منطقة الحسين وكان يعيش فى الجمالية بعصر المماليك – يرجع اصله الى المغرب- وكان الذوق معروف بين اهالى المحروسة باخلاقه وصلاحه ورجاحة عقله ولذلك كان يلجأ اليه الناس لفض المنازعات والخلافات بينهم حيث كان رجل يضرب بيد من الحديد يحكم بالعدل .

وهناك العديد من الروايات التى تدور حول شخصية ” الذوق” فمنهم من كان يرى انه فتوى ومنهم من يرى أنه ولى من اولياء الله الصالحين او احد افراد ال البيت .

فالرواية الاولى تذكر انه كان فتوى يدافع عن الحق ولم يسمح يوما بفرض اتاوات على الفقراء لايتحملونها بل كان دائما يسعى لحل المشاكل بين الناس دون انتظار تقدير او عرفان ؛ وفى يوما ما نشبت مشاجرة كبيرة بين فتوات المنطقة وحاول الذوق التدخل وفض النزاع والوصول لحل للمشكلة ولكنه لاول مرة فى حياته يفشل فى فض النزاع لدرجة ان الامر وصل للحاكم العسكرى الذى امر بسجن اطراف النزاع ومن بعدها قررها الذوق الرحيل عن مصر لفشله فى فض النزاع ولانه ضاق ذرعا من كثرة النزاعات التى تنشب وع اسباب تافهة ؛ ولكنه لم يتحمل الرحيل عن مصر فسقط متوفيا فور مروره عند باب الفتوح فتجمع الناس حوله وحزنوا لهذا الخبر المفجع وقرروا بناء قبر له مكان سقوطه يمين باب الفتوح من الداخل ووضعوا على قبره الصغير لوحة استرشادية مكتوبا عليها ” ضريح العارف بالله سيدى الذوق” – ومن بعد هذه الواقعة كلما قام شجار بين الفتوات يصرخ احدهم قائلا ياجماعة عيب ده الذوق مخرجش من مصر اى ان الذوق مدفون بيننا .

وهناك رواية اخرى يرويها الناس ان الذوق عندما جاء الى مصر احبها بل عشقها واقام فيها وبمرور الوقت عندما اشتد عليه المرض اراد ابنائه ان ينقلوه الى بلاده ليدفن فيها ولكنه رفض فأجبره أبنائه على الرحيل ولكنه توفى على بال الفتوح قبل ان يغادر مصر ؛ ومن ثم تعامل اهالى المنطقة مع الضريح باعتبار صاحبه ولى من الاولياء الصالحين وكانوا يقدمون النقود قربانا الى القبر عله يساعدهم فى تحقيق امانيهم . وهكذا بقت القصص والاقاويل تتوالى حول صاحب الضريح فلا احدهم يعلم اى منها الصواب واى منها الخطأ ولكن الحقيقة المؤكدة ان الذوق لم يخرج من مصر والدليل قبره .

  • وصف الضريح :
    يقع الضريح خلف الحجاب الخشبي لباب الفتوح وتم دهنه باللون الأخضر ( كان اللون المعروف عند الأولياء الصالحين) ويعلو هذا الضريح قبة خضراء صغيرة فوقها هلال ذهبي وهناك باب خشبي متاكل تم اغلاقه بقفل ولكن تم كسره وكتب عليه لوحة ارشادية ” ضريح العارف بالله سيدى الذوق” وتلك القبه الخضراء الصغيرة يمكن رؤيتها للمارة عند الدخول او الخروج من باب الفتوح وعليها كتابات باللون الاسود .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم