متابعة : خالد مصطفى
بسبب أزمة كورونا وظهور طفرات جديدة في الفيروس ، تراجعت صناعة السياحة الألمانية بشكل حاد
في عام 2021 وتكبدت خسائر اقتصادية فادحة.
على الرغم من أن التفاؤل ساد العالم في الربع الأول من هذا العام مدفوعًا بحملة التطعيم المكثفة ،
مع ظهور طفرات قوية وأسرع انتشارًا مثل دلتا ، تضررت الجهود الدولية ضد كورونا بشدة. ثم هناك اومرون.
ولا يستثنى من ذلك قطاع السياحة ، فمثله مثل جميع القطاعات الاقتصادية ، ورغم ذروة موسم الصيف ،
كان هناك انخفاض كبير هذا العام. بمعنى آخر ، الربع الثالث من العام الماضي.
ووفق مؤشر السياحة الذي تصدره منظمة السياحة العالمية، ارتفع عدد السياح الدوليين بنسبة 58%
في الفترة من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول 2021 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.
لكن أعداد العام الجاري أقل بنسبة 64% عن مستويات عام 2019.
وسجلت أوروبا أفضل أداء نسبي في الربع الثالث من العام الجاري، حيث تراجع عدد السياح خلال العام الجاري
بنسبة 53% مقارنة بنفس الفترة عام 2019.
وبصفة عامة، أعلنت منظمة السياحة العالمية “تابعة للأمم المتحدة”، الشهر الماضي،
أن جائحة كورونا كلفت السياحة العالمية خسائر تقدر بتريليوني دولار عام 2021،
وهي نفس خسائر العام الماضي، واصفة تعافي القطاع بأنه “بطيء” و”هش”.
وقالت المنظمة في بيان “على الرغم من التحسينات الأخيرة، فإن معدلات التطعيم المتفاوتة
حول العالم وسلالات (كوفيد – 19) الجديدة، مثل دلتا وأوميكرون، يمكن أن تؤثر على التعافي البطيء والهش أصلاً”.
وضع صعب في ألمانيا
لا يختلف الوضع في ألمانيا عن بقية دول العالم، إذ لا يزال قطاع السياحة يعاني بسبب تداعيات الجائحة،
ما كبد البلاد خسائر مالية كبيرة في العام الجاري.
وارتفع عدد الإقامات الليلية للضيوف المحليين في ألمانيا بنسبة 24.2٪ مقارنة بالعام الماضي،
ووصل إلى 38.6 مليون “عدد الليالي المحجوزة” في أكتوبر/تشرين الأول 2021، وفق إحصاءات رسمية.
في المقابل، ارتفع عدد إقامات النزلاء الأجانب في كل مدن ألمانيا بنسبة 118.9٪ مقارنة بالعام الماضي،
ليصل إلى 4.7 مليون في أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢١، إلا أن هذا العدد أقل بنسبة 38.8٪ عن مستوى عام ٢٠١٩.
ورغم الانتعاش النسبي مقارنة بالعام الماضي في أشهر الصيف وصولا إلى أكتوبر،
إلا أن عدد الإقامات الليلية سواء للضيوف المحليين أو الأجانب في الفترة بين يناير وأكتوبر ٢٠٢١،
سجل تراجعا بنسبة 6.2% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وفي الفترة بين يناير وأكتوبر 2021، سجلت ألمانيا إجمالا 268.6 مليون ليلة مبيت. أقل بنسبة 6.2٪
عن نفس الفترة من العام السابق، حيث تأثر الأمر بحظر سفر الأجانب بغرض السياحة
والذي امتد طوال النصف الأول من العام، وكذلك الإغلاق الداخلي الكامل في الفترة ذاتها.
في المقابل، سجل مؤشر صناعة الترفية، وهو أحد المؤشرات المهمة لقياس حركة السياحة بألمانيا،
تراجعا في الأشهر الـ٩ الأولى من ٢٠٢١ بنسبة ٢٤.٩% مقارنة بنفس الفترة العام الماضي، وبنسبة ٤٧.٩% مقارنة بـ٢٠١٩.
وفي قطاع المتاحف والمعارض تحديدا، تراجع عدد الزوار بنسبة ٦.٧% في الأشهر التسعة الأولى من ٢٠٢١،
مقارنة بنفس الفترة العام الماضي وبنسبة ٣٨% مقارنة بنفس الفترة في ٢٠١٩،
رغم تسجيل انتعاشة كبيرة في زيارة هذه الأماكن في شهر أغسطس الماضي مقارنة بنفس الشهر في ٢٠٢٠.
كما تعرضت ولايات معروفة بجذبها السياح، مثل ولاية بادن فورتمبيرغ “جنوب غرب”، لضربة قوية بسبب كورونا،
حيث وصل إجمالي عدد السياح في الفترة بين يناير وسبتمبر ٢٠٢١ إلى ٨ ملايين سائح فقط، مقارنة بنحو ١٠.١ مليون
في نفس الفترة عام ٢٠٢٠، و١٨ مليون في ٢٠١٩.
وفقا لحسابات جديدة من شركات الاستشارات السياحية الألمانية، فإن خسائر السياحة الألمانية
في النصف الأول من عام 2021 تصل إلى 50 مليار يورو.
ضبابية متزايدة
ورغم الصعوبات في ٢٠٢١، تغلف الضبابية مستقبل القطاع وحركة السفر بصفة عامة في ٢٠٢٢،
وبعد أن كان التفاؤل يسود العالم بعودة الأمور لطبيعتها في ظل تزايد معدلات التلقيح ضد كورونا،
ظهر متغير أميكرون وما يرتبط به من مخاوف، ليثير الكثير من القلق، وفق تقرير لموقع “إر إن دي” الألماني.
ونقل الموقع عن الباحث في قطاع السياحة، ماركوس بيلماير، قوله: “لن يكون السفر أسهل في عام 2022”. مضيفا:
يتعين على المسافرين الحصول على معلومات أكثر، فقد أصبح الموضوع أكثر تعقيدًا
ويحتاج لكثير من المرونة.. جائحة كورونا مستمرة في 2022″.
وبصفة عامة، يبلغ عدد العاملين في قطاع السياحة بألمانيا 3 ملايين شخص،
وتبلغ قيمتها المضافة الإجمالية في اقتصاد البلاد نحو 290 مليار يورو “قبل كورونا”.
وبالتالي، تعتبر صناعة السياحة قوة اقتصادية مهمة وأحد أهم المصادر للوظائف.