متابعة | سوزان مصطفى
تعج الحياة في كل مكان تقريباً في المحيطات بإستثناء بعض الجيوب حيث ينخفض الأكسجين بشكل طبيعي وتصبح المياه غير صالحة للعيش بالنسبة لمعظم الكائنات الهوائية.هذه البرك المقفرة هي “مناطق تعاني من نقص الأكسجين” ،أو المناطق المفتوحة المصدر.وعلى الرغم من أنّها تشكل أقل من 1 في المائة من الحجم الإجمالي للمحيطات إلا أنّها مصدر مهم لأكسيد النيتروز وهو أحد غازات الدفيئة القوية.ويمكن أن تحد حدودها أيضاً من نطاق مصايد الأسماك والنظم الإيكولوجية البحرية.والآن قام علماء معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بإنتاج “أطلس” ثلاثي الأبعاد أكثر تفصيلاً لأكبر المناطق المفتوحة في العالم.ويوفر الأطلس الجديد خرائط عالية الدقة لإثنين من المسطحات المائية الرئيسية المتعطشة للأكسجين في المحيط الهادئ الإستوائي.
وتكشف هذه الخرائط عن الحجم والمدى والأعماق المتغيرة لكل ODZ ،جنباً إلى جنب مع ميزات المقياس الدقيق مثل شرائط المياه المؤكسجة التي تتسلل إلى المناطق المستنفدة.وأستخدم الفريق طريقة جديدة لمعالجة ما يزيد عن 40 عاماً من بيانات المحيط والتي تضم ما يقرب من 15 مليون قياس تم إجراؤها بواسطة العديد من الرحلات البحثية والروبوتات المستقلة المنتشرة عبر المحيط الهادئ الإستوائي.وقام الباحثون بعد ذلك بتجميع هذه البيانات الواسعة والدقيقة لإنشاء خرائط للمناطق التي تعاني من نقص الأكسجين في أعماق مختلفة على غرار العديد من شرائح المسح ثلاثي الأبعاد.
ومن هذه الخرائط قدر الباحثون الحجم الإجمالي للمنطقتين ODZ الرئيسيتين في المحيط الهادئ الإستوائي بشكل أكثر دقة من الجهود السابقة.والمنطقة الأولى التي تمتد من ساحل أمريكا الجنوبية تبلغ مساحتها حوالي 600000 كيلومتر مكعب – تقريباً حجم المياه التي من شأنها أن تملأ 240 مليار بركة بحجم أولمبي.والمنطقة الثانية قبالة سواحل أمريكا الوسطى أكبر بثلاث مرات تقريباً.ويعمل الأطلس كمرجع لأماكن تواجد المناطق المفتوحة في الوقت الحاضر.ويأمل الفريق أن يتمكن العلماء من إضافة المزيد إلى هذا الأطلس من خلال القياسات المستمرة لتتبع التغييرات في هذه المناطق بشكل أفضل والتنبؤ بكيفية تغيرها مع إرتفاع درجة حرارة المناخ.