كتب -شيرين رفعت
الغاز ..قضية حياة لمنع انتشار الصراعات
أصبحت قضية الغاز تهدد دول العالم وبخاصة أوروبا ،
وذلك لاعتمادها على الغاز الروسي بنسب كبيرة تعدت 40% ،
الأمر الذي لجأت إليه روسيا للضغط على دول أوروبا ، ومن هنا أيقنت الدول الأوربية ضرورة
البحث عن بدائل متعددة حتى لا تقع تحت طائلة روسيا مرة أخرى مستقبلا ،
لأن الغاز يأتي على رأس منتجات الطاقة التي تقوم عليها أولويات الصناعة الدولية ،
ومن هنا تتهدد اقتصاديات الدول بعدم دعم الصناعة بوجود الغاز المسال
، بل وأصبحت تقوم عليه الكثير من عمليات المعيشة على مستوى الدول كلها ،
وهنا قد يتبادر السؤال : ماذا يحدث لو انقطعت إمدادات الغاز لأوروبا ؟ ،
فلا مجال لتعليق أو أجوبة من أحد سوى إيجاد مصادر بديلة للحصول عليه ،
مع تنوع الاعتماد على منتجات طاقة أخرى وخاصة النظيفة منها
، لأن بدون ذلك ستتأثر الدول في شتى مناحي الحياة ، الأمر الذي سيمثل عبئا ثقيلا
على الاقتصاد بسبب ارتفاع الأسعار محليا وعالميا ،
بل وستنتشر الحروب والصراعات من أجل البقاء والعيش .
من ناحية أخرى عاودت أسعار الكهرباء في أوروبا ارتفاعها مع بدء انخفاض درجات الحرارة في الأيام الأخيرة،
وسط احتمالات أن تتفاقم أزمة نقص الغاز الطبيعي.
وأفاد بعض المحللين بأنه لا يوجد حل فوري للتغلب على أزمة إمدادات الكهرباء والغاز الطبيعي في أوروبا،
وأضافوا أنه كلما كان الشتاء أكثر برودة وطولًا، كلما ازداد الوضع سوءًا.
متوقعين أن مخزونات الغاز قد تنفذ هذا الشتاء إذا ساد الطقس البارد
. كما أشاروا إلى أن الحل الوحيد لتخفيف الضغط على إمدادات الطاقة المحدودة في أوروبا في الوقت الحالي
هو خفض الطلب على الغاز من قبل المصانع بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي.
ورغم وجود أزمة طاقة في أوروبا، فقد علقت ألمانيا إجراءات التصديق على مشروع خط أنابيب الغاز الروسي “
نورد ستريم 2″ في منتصف نوفمبر المنصرم،
ومع حالة عدم اليقين بشأن موعد بدء تشغيل خط الأنابيب، فمن المتوقع أن تتجاوز أسعار الغاز والطاقة الأوروبية
مستوياتها القياسية التي سجلتها في شهر أكتوبر الماضي.
وصرح “آدم لويس”- أحد الشركاء في “بيت هارتري بارتنرز” التجاري لوكالة “بلومبرج”، أنه في ظل برودة الطقس في أوروبا،
فلن يكون هناك قدرة على زيادة الإمدادات من الطاقة، وستكون هناك حاجة إلى خفض الطلب.
كما صرّح “الكرملين” الروسي أن بيلاروسيا تتعرض لضغوط غير مبررة بسبب أزمة المهاجرين،
معربًا عن آمال “موسكو” ألا يؤدي ذلك إلى نقص في تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بيلاروسيا. وأفاد “ديميتري بيسكوف”،
المتحدث باسم الكرملين، بأنّ الضغط على بيلاروسيا يثير رد فعل عنيف من جانب الرئيس البيلاروسي “ألكسندر لوكاشينكو”.
ومن جانبه، قال “لوكاشينكو”، إنّه مستعد لتعليق تدفقات الغاز الروسية إذا أغلقت بولندا حدودها،
فيما ذكر الكرملين أنهّ لا علاقة له بتلك الفكرة. جدير بالذكر أنّ بعض صادرات النفط والغاز الروسية تمر عبر بيلاروسيا، ثم إلى أوروبا.
وعلى المستوى الإقليمي أعلن “عاموس هوكستين”، كبير مستشاري الخارجية الأمريكية لأمن الطاقة العالمي،
أنّه من المتوقع تدفق الغاز الطبيعي من مصر إلى لبنان في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر،
مُعربًا عن أمله في أن يتم ذلك قبل الانتخابات اللبنانية المُرتقبة لعام 2022.
كما أعرب “هوكستين” عن ثقته بنجاح الخطة، مُشيرًا إلى الجهود المبذولة لربط شبكتي الكهرباء في الأردن ولبنان،
ومُوضحًا أنّه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به قبل أن يصبح خط الأنابيب جاهزًا.
وشدد “هوكستين” على ضرورة الوصول إلى حل نهائي بشأن أزمة الكهرباء في لبنان، مُضيفًا أنّ توفير مصر للغاز،
ومشروع الربط بشبكة الكهرباء الأردنية، سيمنحان لبنان من الطاقة ما يكفيها لعدة ساعات في اليوم.
الغاز ..قضية حياة لمنع انتشار الصراعات
