فن وثقافة

القهوة: المكان و المشروب في التاريخ الحديث والمعاصر

كتب/ إبراهيم الديب
وصف علماء الحملة الفرنسية بعض مقاهي القاهرة وصفاً شائقاً : المقهى مكان رحب متسع مبنى من طابق واحد في الغالب ،ويتميز بالهندسة المعمارية الإسلامية والزخرفية في أبوابه ونوافذه وسقوفه وأعمدته يجلس الناس فيه على مصاطب مبنية حول اعمدة وتفرش عادة بالحصير ومعظم المقاهي تحيط بها أماكن فسيحة تعلوها تكعيبات العنب وقد تكون في مقدمتها التي تضم أيضاً المصاطب المغطاة بالحصير لجلوس الزبائن وكانت المقاهي لا تخلو من قصص السير الشعبية التي يرويها الشاعر علي الربابة لزبائن المقهى.

أما القهوة المشروب بدأ تناولها منذ عصر” على باشا الخادم” الوالي العثماني على مصر عام٩٦٦هجرية ١٥٥٨ميلادية وكانت تجارة البن في تلك الفترة من أشهر تجارات القاهرة الرائجة لإقبال الموطنين بشغف شديد عليها بعد أن خلبت لب الكثير من الشعب المصري حتى أصبحت القهوة المكان والمشروب من الطقوس اليومية للشعب المصري.

كان يطلق على تاجر البن ” البنان” واستمرت القهوة لعدة قرون: المشروب الأول في مصر لا ينازعها مشروب آخر ، لم يعرف المصريين الشاي الا بعد الاحتلال البريطاني لمصر عام ١٨٨٢ميلادية، الذي بدأ بعدها مباشرةً في منافسة القهوة : شيئا فشيئا بعد أن قبلته واستساغته الذائقة المصرية وبذلك فرض بعض من حضوره ومن ثم المنافسة على سلطانها وسيطرته على قطاع من رواد المقاهي، ولكن القهوة استمرت ملكة متوجة لا يستطيع أي مشروب آخر زحزحتها من مكانتها في أدمغة الناس، فكل المشروبات من وجهة نظري إلى المعدة .أما القهوة فهي إلى المخ مباشرة..

كانت تلك بعض الخواطر أخذت نفسي تجترها عن القهوة في الماضي من خلال قراءتي عن القهوة المكان. أما القهوة المشروب فهي عندي ماتزال سيده المشروبات.

إنني أتناول القهوة من سن الثانية عشرة فقد عرفتها وعشقتها في تلك السن.. وكنت حين أتجول في شوارع المدينة وأمر بجانب مطاحن البن أقف قليلا كي تتسلل رائحة البن المطحون المحبب لنفسي كي ينفذ إلى رأسي وتسكن تلافيفها ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم