متابعة | سوزان مصطفى
في ولاية كاليفورنيا أصبحت تأثيرات تغير المناخ واضحة بشكل متزايد. شغل الأخبار وستسمع
عن موجات الحر الشديدة والجفاف وحرائق الغابات المتكررة
التي ابتليت بها الولاية.وقال مايكل ماكجلو الأستاذ المساعد في قسم علوم الأرض
والبيئة بجامعة كنتاكي في كلية الآداب والعلوم: “يعد تغير المناخ أحد
التحديات الكبرى التي تواجه المجتمع”. “كاليفورنيا الولاية الأكثر إكتظاظاً بالسكان وواحدة
من أكبر الإقتصادات على مستوى العالم تواجه تهديدات كبيرة من
الظروف الحارة والجافة. ويتجلى ذلك في الحرائق الأربعة الرئيسية المشتعلة
التي لم يتم احتواؤها إلى حدٍ كبير في الولاية في الوقت الحالي”.وسيؤثر تغير
المناخ بشكل كبير على سلسلة جبال سييرا نيفادا التي تمتد
على طول الحدود الشرقية للولاية مع نيفادا.وتعتبر كتلة الثلج في سييرا نيفادا أهم مصدر للمياه في
الولاية في ظل الظروف العادية،ويتساقط الثلج على الجبال في الشتاء ويبقى متجمداً حتى الربيع.
ثم يذوب وينساب في الأنهار الرئيسية التي تغذي وسط
وجنوب كاليفورنيا مما يدعم الحقول الزراعية الواسعة والمناطق الحضرية.
ومع ذلك كشفت دراسة جديدة بقيادة باحثين بريطانيين عن مدى تأثير تغير المناخ
بشكل كبير على النظم البيئية المائية في سييرا نيفادا وتدعو إلى إتخاذ إجراءات لحمايتها.
وقال ماكغلو وهو كبير مؤلفي الدراسة: “يتسبب تغير المناخ في تعطيل
دورة المياه في سييرا نيفادا بطرق يصعب التنبؤ بها مما يقلل من قدرة المجتمع على الصمود
من خلال الحد من موارد المياه”.ونتيجة لذلك تهدد كاليفورنيا أكثر
من أي وقت مضى مثل الجفاف والفيضانات وحرائق الغابات.
وأجرى ماكجلو وفريقه دراستهم في بحيرة جون وهي بحيرة جليدية صغيرة في مقاطعة مونو
بكاليفورنيا على الجانب الشرقي من سييرا هناك حصل الفريق على عينات من الرواسب
من قاع البحيرة وتمكنوا من “قراءة” طبقات الرواسب من
العينات.ولا تمتد سجلات الطقس التاريخية إلى الوراء بما يكفي لفهم النظام المناخي
في كاليفورنيا بشكل كامل لكن سجلات رواسب البحيرة سمحت للفريق
بإعادة بناء تاريخ مناخ المنطقة بدقة على مدار الثلاثة آلاف عام الماضية.
و للقيام بذلك قاموا على وجه التحديد بدراسة الدياتومات وهي نوع من الطحالب التي
تترك وراءها أحافير السيليكا الصغيرة التي يتم حفظها في رواسب البحيرة. من خلال دراسة التغييرات
في الأحافير الدياتومات وتأريخ الرواسب.وتمكن
الفريق من معرفة كل شيء عن إستجابة النظام البيئي المائي لتغير المناخ في سييرا نيفادا
ومتى حدثت هذه التغييرات.وكشفت الدياتومات عن تاريخ مفصل
للبحيرة وإستجابتها للتغير الموسمي بما في ذلك في أوآخر عصر الهولوسين الجاف والشذوذ المناخي
في العصور الوسطى وهما فترات معروفة للجفاف القديم
في المنطقة.لكن السمة الأكثر لفتاً للإنتباه في سجل الحفريات هي تفرد الفترة ~ 1840-2016.
وأكتشف الفريق التغييرات الأكثر دراماتيكية في النظام البيئي
لبحيرة يونيو في ذلك الوقت حيث تشير الحفريات إلى إنخفاض مستويات المياه وتركيزات منخفضة
من المغذيات وطبقات قوية لعمود الماء.وتشير البيانات إلى
أنّ “الجفاف الساخن” في العصر الصناعي قد غير حالة البحيرة إلى ظروف غير مرئية
في آخر ثلاثة آلاف عام.وقالت إيفا ليون مؤلفة مشاركة خريجة
المملكة المتحدة وأستاذة جامعية في واشنطن وجامعة لي: “
يبدو أنّ النظام البيئي قد تغير إستجابةً للمناخ الأكثر دفئاً”.ويقول الفريق:” إنّ هذه النتائج لها آثار
كبيرة على موارد المياه المستقبلية في كاليفورنيا”.وقال كيفين ييغر المؤلف المشارك
والأستاذ في المملكة المتحدة: “يمكن للعلماء إستخدام الأفكار حول كيفية
تغير سييرا نيفادا في الماضي القريب من أجل توقع التغييرات القادمة في المستقبل القريب
وكيف يمكن أن تؤثر هذه التغييرات على توافر المياه؟”.
الكشف عن التأثير الدراماتيكي لتغير المناخ بسييرا نيفادا