الأخبار

المدارس والعودة الحضورية بالمملكة العربية السعودية

الاعلام والاتصال : هدير فكري

الكاتب : ضيف الله نافع الحربي
عام ونصف مضت على بداية الوباء الذي قصم ظهر العالم وأرهق المجتمعات ، ولا زال يعوث في الناس فتكًا ، وكأنه يتحدى كل ماقام به البشر من أجل القضاء عليه ، نعم الوضع اليوم ليس كما كان عليه بالأمس ، فمستوى الوعي المجتمعي ارتفع عما كان عليه إرتفاعًا قياسيًا نسبة لما كان عليه بداية الأزمة ، وإمكانات الدول أكبر مما كانت عليه وأدوات مجابهته مُمثلة في اللقاح أصبحت متوفرة ، رغم أن هناك انتكاسات في بعض الدول التي لم تكن جادة في تطبيق الإجراءات الوقائية ، فأصبحنا نسمع عن عودة الحظر في هذه الدولة أو تلك ، ولكننا هنا في السعودية وبشهادة العالم نقترب من إعلان القضاء على الوباء الأكثر دهاءًا بين الأوبئة التي نزلت بالبشرية ، بقي لدينا اليوم التحدي الأكبر ألا و هو تحدي العودة الحضورية للمدارس وفق ما أعُلن عنه من وزارة التعليم مؤخرًا ، وفي حال ذلك لن يتحقق نجاح عودة الطلاب إلا بضوابط عملية تناسب الواقع التعليمي مدعومة بتعاون الأُسر حتى لانعود للوراء الذي تجاوزناه بنجاح .

ورغم يقيني التام بضرورة العودة الحضورية لأسباب عدة منها جودة التعليم المقدم للطالب وتهيئة الطالب للمستقبل بالشكل المناسب ، إلا أن السلامة المجتمعية وعافية الوطن أولًا ، وهذا ما أكدته القيادة الرشيدة وبذلت في سبيله الغالي النفيس ، قد يكون رأيي سابقًا لأوانه ، لا سيما أن آلية حضور الطلاب لمدارسهم لم تعلن بعد ، وربما تكون بالذكاء الكافي لعودة حضورية آمنة ، لاسيما أن الكثير من مدارسنا تعاني تكدس الطلاب في الفصول ، والطالب سيقضي ما لا يقل عن ٤ ساعات في غرفة لا تتجاوز مساحتها ٢٠ متر مربع ، وإلى جواره مالايقل عن ٢٠ طالبًا لمدة ٥ أيام بالأسبوع ، وكل طالب لديه أسرة قد ينقل لها الإصابة لاقدر الله ، وهذا يجعل المسئولية على وزارة التعليم كبيرة ، أكبر من ملصقات توجيهية تعلق على الجدران والأرضيات أو تعليمات غير عملية عند التطبيق ، وإلا فاستكمال الفصل الدراسي الأول بآلية التعليم عن بعد خيار آمن حتى تحصل المناعة المجتمعية المأمولة ، أو تكون العودة تدريجية للمواد الأكثر صعوبة وبقية المواد تكون عن بعد لتقليل المدة التي يقضيها الطالب في المدرسة ، أو كما تم تداوله سابقًا من تقسيم الطلاب على مجموعات ( بأقل عدد ممكن ) ، والخيارات كثيرة وممكنة التطبيق ، لكني على ثقة أن وزارة التعليم لن تألو جهدًا لتحقيق عودة آمنة في الوقت المناسب للعودة لاسيما أن العالم اليوم يشهد موجات جديدة أشد شراسة من قبل ، وتحورات أكثر خطورة ، لكني أظن أن ثمة نجاح مُبهر مع العودة الحضورية إن تمت بدقة وموافقة بين الإمكانات على أرض الواقع وما تم إقرره من آلية .

المصدر : صحيفة المصداقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم