متابعة : نوران سعاده
شهد سكان العاصمة بغداد، مساء الجمعة وفجر اليوم سلسلة هجمات استهدفت
السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، ومقار عدد من الأحزاب السياسية، في خطوة
اعتبرها المراقبون رسائل تهديد من طرف الميليشيات بعد “الاتفاق الثلاثي” الذي
قلّص نفوذها عمليا.
واستهدفت تلك الهجمات السفارة الأميركية، شديدة التحصين، بثلاثة صواريخ، أدى
إلى إصابة طفل وامرأة، عقب أن تصدت له منظومة الدفاع الأميركية.
كما تعرض مقار الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسعود بارزاني، وحزب
“تقدم” برئاسة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، في بغداد، إلى هجمات بالقنابل اليدوية.
وفشلت محاولة اغتيال القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني مهدي كريم
والذى تعرض لها على طريق قناة الجيش السريع، دون أن يُصاب بأذي.
وقد جاءت تلك الهجمات، تزامنا مع اتفاق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، والحلبوسي
والذى يهدف إلى منح رئاسة الوزراء، للتيار الصدري، ورئاسة البرلمان، لحزب تقدم،
بزعامة الحلبوسي، وهو ما حصل خلال جلسة البرلمان الأولى الأحد الماضي، فيما
ستذهب رئاسة الجمهورية إلى مرشح الحزب الديمقراطي.
وعلى اثرها قامت أحزاب سياسية، وفصائل مسلحة، بالتهديد باتخاذ إجراءات تصعيدية،
عقب هذا الاتفاق، مطالبة بالعدول عنه، باعتباره يشق الصف الشيعي.
وحسب ما قال الخبراء في الشأن السياسي، ان تلك التفجيرات رسائل رمزية إلى
زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وربما تكون مجرد البداية، وإن رسائل أخرى ستكون
أكثر قوة إذا فكر الصدر في المضي قدما في تشكيل حكومة جديدة وتوزيع المناصب
دون مراعاة مصالح الأحزاب والمجموعات الموالية لإيران، التي تمتلك القوة والتدريب
ومختلف وسائل النفوذ المالي والتنظيمي والدعم الخارجي.