بقلم /د٠ ريتا عيسى الأيوب
متابعة/د. لطيفة القاضي
المِزاجِيون… هُمْ مَنْ يُعَكِّرُ كُلَّ صَفْوَةٍ في هَذِهِ الحَياة…
وَهُمْ مَنْ يَسْتَنْفِذُ مِنْكَ كُلَّ طاقَةٍ… كُنْتَ قَدْ اخْتَزَنْتَها لِمُجابَهَةِ الصِّعاب…
وَهُمْ مَنْ يُوهِمونَكَ الحُبَّ تارَةً… وَيُشْعِرونَكَ تارَةً أُخْرى… بِأَنَّكَ لَسْتَ أَكْثَرَ مِنْ نَكِرَةٍ… وَحُطامِ ذِكْرَيات…
يُسَمِّمونَ لَكَ أَيَّامَكَ… وَكُلَّ ما تَطْمَحُ أَنْتَ لِتَحْقيقِهِ… دونَ أَدْنى شُعورٍ… بِالنَّدَمِ عَلى ما فاتَ مِنْ أَوْقات…
إِنْ مَكَثْتَ بِجِوارِهِم… بَاقِياً عَلَى عَهْدِكَ لَهُم… وَفِيّاً لِما جَمَعَكُم… أَداروا لَكَ ظَهْرَهُم… دونَ أَيَّةِ مُقَدِّمات…
وَإِنْ أَتَتْكَ فُرْصَةٌ… كَيْ تُصارِحْهُمْ بِكُلِّ ما يَجولُ في صَدْرِكَ تِجاهِهِم… أَداروا النَّارَ عَلى أَقْراصِهِم… وَما تَرَكوا لَكَ إِلاَّ الفُتات…
هَكَذا هُمْ في طَبْعِهِم… ناكِرونَ لِكُلِّ ما كانَ… وَجاحِدونَ بِكُلِّ ما هُوَ آت…
وَإِنَّهُمْ لَوْ تَسَنَّتْ الفُرْصَةُ لَهُمْ… لَما عَتَقوكَ… بِأَيِّ شَكْلٍ مِنَ الأَشْكالِ… وَلا حَتَّى في أَشَدِّ الضِّيقات…
فَحَذارِ يا قَلْبي مِنْهُم… إِذا ما أَتوكَ… مُطالبينَ بِوِدِّكَ… طامعينَ بكُلَّ الخَيْرِ… الذي بَدَرَ مِنْكَ في حالِكِ الظُّلَمات…