كتبت /علا هويدي
في الفترة الأخيرة يتعجب كثير من المعلمين من انقلاب أحوال التعليم، فبعد أن كان الطالب يخشى الذهاب للمدرسة خوفا من العقاب ، أصبح المدرس هو الذي يخشى الذهاب للمدرسة تجنباً لتطاول الطلاب عليه أو استفزازهم له مما قد يُجبرّْه ذلك على سوء التصرف معهم .
و لهؤلاء أقول، و أرجو أن يتفهموا ما أقول:
إن المشكلة هنا لا تكمن في الطلاب وحدهم، بل إن المشكلة تمثل النتاج الطبيعي للتفاعلات الإجتماعية و الدينية والثقافية العديدة .
وأهمها ضياع الحق ، فحين أصبح الحق قيمة ضعيفة ، و كائن ضعيف تائه ضَل السبيل، و لم يستطع العودة لأهله فذهب لمن هو غير أهل له، فسقط في براثن الشيطان المُتشح بثياب العفة و ما أكثرها من ثياب .
فتارة يخرج علينا بعَبَاءةٍ و عِمامةٍ ولحيةٍ ليُخلط الحق بالباطل و ليُلبث على المؤمنين أمور دينهم و دنياهم، و تارة أخرى بلباس طبيب يداوي مرضاه بداء أشد مما كانوا عليه ليستنفذ أموالهم غير عابئ بأرواحهم، وتارة بالكَريم المِضيَاف الذي يُطعم الجائع و المسكين سمومه التي صنعها و غلفها بحلو المذاق، و تارة إعلامياً بغيض يُمطرنا بسمومه تحت مظلة الإبداع و حرية الرأي وسيُتبعُها قريباً بحرية الإلحاد، و تارة مسؤول حكومى يَبني للبسطاء الغافلين قصوراً في الهواء .
وتارة ( وهى القاصمة ) حين أصبح ” المعلم ” التربوي ” الراعي ” … لا يَمنح العلم إلا لأصحاب الجيوب لا العقول ،فإذا فسد الراعي فلا تسأل عن الرعية.
فالسلالم أساتذتي الفُضلاء يتم تنظيفها من أعلى … لا من أسفل …
وكَفىَ …