كتب:شيرين رفعت
تعتبر افريقيا من أبرز مصدرة المهاجرين الشرعيين وغيرهم ، كما أن اوروبا وامريكا
من أبرز المستقبلين لهؤلاء المهاجرين ، إلا أن ثمّة خطأ في الاعتقاد الخاص بصعوبة
دمج الأعداد المتزايدة من المهاجرين في الدول الأوروبية.
حيث أنَّ وجود المؤسسات اللازمة لإدارة الارتفاع المفاجئ في تدفقات المهاجرين،
وتوفير الإجراءات الآمنة والقانونية لاستيعاب المهاجرين الشرعيين، يكفل دمجهم بشكل سريع
في المجتمعات الأوروبية، فضلًا عن تجنُّب تفاقُم الأزمات الإنسانية على الحدود الأوروبية.
كما أنه يُعد حلًا للعديد من المشكلات الداخلية في أوروبا لا سيّما في ظل ارتفاع نسب الشيخوخة،
وتقلص حجم القوى العاملة في دول الأخيرة.
اتصالًا، من المتوقَّع أن ترتفع نسب اللاجئين أو المهاجرين من البلدان الفقيرة إلى الغنية خلال العقود الثلاثة القادمة.
وذلك نظرًا إلى أنه من المرجَّح أن يزداد عدد السكان في سن العمل في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا –
والتي تُعد المصدر الرئيسي للمهاجرين إلى أوروبا وأمريكا الشمالية – بأكثر من مليار شخص في الثلاثين عامًا المُقبلة،
بالإضافة إلى تفاقُم أزمة التغيُّر المُناخي، والصراعات السياسية في الدول الفقيرة؛
مما سيفضي إلى زيادة أعداد المهاجرين واللاجئين.
و من ناحية أخرى يُشير الواقع الفعلي إلى صعوبة وفاء الرئيس الأمريكي “جو بايدن”
بوعوده باستقبال المهاجرين ودعمهم؛ نظرًا لغياب الدعم الكافي من الكونجرس
لإصلاح إجراءات الهجرة المقترحة من قبل “بايدن”. وفي الوقت نفسه، يزعم الجمهوريون
بأن تصريحات ورؤى “بايدن” قادت لانتشار الفوضى على الحدود، ودفعت لمزيد من موجات الهجرة غير الشرعية؛
حيث سجَّل العام المالي 2021/2020 معدلات قياسية في محاولات عبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة،
بلغت نحو 1.66 مليون محاولة، وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ عام 2000.
بناءً عليه، يتطلَّب احتواء أزمة الهجرة التي تواجه إدارة “بايدن” مبادرات معقدة وطويلة الأجل،
تبدأ من إحداث تغييرات داخلية في قوانين الهجرة الأمريكية التي تجعل فرص الهجرة تتماشى
مع الاحتياجات الاقتصادية المستقبلية، والاتجاهات الديموغرافية.
كما أن التعامل السياسي مع أزمة الهجرة لم ينجح في إحراز أي تقدم حتى مع حصول الحزب الديمقراطي
على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، الأمر الذي يفرض توحيد الجهود الدولية متعددة الأطراف لمواجهة تلك الأزمة.
من ناحية أخرى لقى ما لا يقل عن 27 شخصًا مصرعهم بعد انقلاب زورقهم أثناء محاولتهم
عبور القناة بين فرنسا وبريطانيا، ما وصفه المسؤولون بأنه أسوأ كارثة تتعلق بالمهاجرين في الممر المائي الفاصل بين البلدين.