متابعة | سوزان مصطفى
يمكن أن تؤثر الإختيارات التحريرية على إتساع دورات الأعمال حتى لو كانت المعلومات التي يتم الإبلاغ عنها صحيحة
.والسبب هو أنّ تركيز التقارير يمكن أن يكون على القطاعات غير الممثلة للإقتصاد بشكل عام.
وتظهر دراسة جديدة أنّ التقارير المالية يمكن أن تشرح ما يصل إلى 20 في المائة من دورات الأعمال للناتج المحلي الإجمالي
و 40 في المائة من دورات الأعمال للبطالة.وفي مقال علمي في المجلة الإقتصادية الأمريكية يصف باحثون من جامعة أوبسالا نموذجاً جديداً يمكن أن يفسر هذه العملية.
- ويقول ستيفان بيتشنر الباحث في الإقتصاد بجامعة أوبسالا وأحد مؤلفي الدراسة
- “إنّ وسائل الإعلام الإخبارية ليست مجرد وسيلة تواصل سلبية للمعلومات المالية.
بل يمكنها أيضاً أن تؤثر بشكل مباشر على دورات الأعمال في إختيارهم لما يتم الإبلاغ عنه”.
وتتخذ الشركات الفردية قرارات بشأن تعيين الموظفين بناءً على الطلب المتوقع على منتجاتها ويمكن أن تحدث تغييرات في دورات الأعمال
لأنّ العديد من الشركات تتخذ قرارات التوظيف والإنتاج بناءً على التقارير الإخبارية.
وإذا إختارت وسائل الإعلام الإخبارية بشكل منهجي الإبلاغ عن أخبار مثيرة لا تمثّل الإقتصاد بشكل عام فقد يؤثر ذلك على البطالة والنمو الإقتصادي
.ويمكن أن يجعل هذا النوع من التقارير الشركات مفرطة في التفاؤل أو التشاؤم مقارنة بما تعنيه التوقعات الإقتصادية الفعلية
حتى لو كانت التقارير صحيحة وصحيحة.ويمكن أن يؤثر هذا بدوره على عدد الأشخاص المعينين وعدد الشركات التي تقرر إنتاجها.
وطور فريق البحث نموذجًا نظرياً للسماح لهم بفهم الآليات المختلفة وتحليل الإختلافات الإقتصادية مثل تلك التي تميز الركود الحاد في الفترة 2008-2009 في الولايات المتحدة خلال الأزمة
،وركزت وسائل الإعلام الأمريكية بشكل أساسي على عدد قليل من القطاعات التي كانت تواجه صعوبات مثل صناعة السيارات والقطاع المالي.
وكان هذا على حساب الإبلاغ عن التطورات في القطاعات الأخرى التي كانت تتقدم بشكل جيد نسبياً مما دفع الشركات إلى الإفراط في التشاؤم
الأمر الذي أدى على الأرجح إلى تفاقم الأزمة.وتوضح الدراسة الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في الإقتصاد،
وفي نهاية المطاف أهمية إدراك صانعي القرار وغيرهم لدور وسائل الإعلام وكيفية تعويض ذلك بطرق مختلفة لتزويد الشركات بصورة أكثر عدلاً عن دور الإعلام.