متابعة : نوران سعاده
واجهة التمثيل فى أول ظهوره الكثير من العقبات التى واجهت رواد هذا الفن الأوائل، الذين واجهوا عادات وتقاليد
المجتمع وقتها، والتى كانت تنظر لهذا الفن وللممثل نظرة متدنية ولا تقبل العائلات أن يعمل أبنائها به اذ
يعتبرونه عاراً كبيراً يتنافا مع تقاليد المجتمع .
وكان أول من أدخل التمثيل إلى مصر رجل سورى اسمه خليل النقاش جاء إلى مصر وأنشأ أول فرقة تمثيلية
وقدم عروضه على المسرح الكوميدى الذى أنشأه الخديوى إسماعيل بالقرب من دار الأوبرا المصرية.
وواجهت فرقة خليل النقاش مشكلة انعدام العنصر النسائى فى الفرقة فى هذا الوقت المبكر الذى لم تكن
فيه النساء يشاركن فى العديد من المجالات وبالأحرى فى مجال التمثيل.
مما اضطر خليل النقاش لخدعة من الخدع المسرحية لحل هذه المشكلة، حيث كان يختار من فرقته
الشباب ذوى الوسامة والوجوه الجميلة ويعهد إليهم بتمثيل الأدوار النسائية فى المسرحيات، فكان من
المألوف حين يسأل أحد عن اسم الممثلة التى قامت بدور ما فى إحدى المسرحيات أن تكون الإجابة
بأن من قام بالدور هو الأنسة حسن أو السيدة عبدالعليم.
الى ان قرر رجل سورى آخر يسمى القبانى التغلب على منافسيه من اصحاب الفرق بأن يدخل العنصر
النسائى لأول مرة فى الأعمال المسرحية ، ولكنه لما رأى أنه من المستحيل أن يجد فتاة من أسرة
مصرية تتحدى التقاليد لتكون أول من يظهر على المسرح ويعمل بالتمثيل.
فسافر القبانى إلى سوريا واستعان بفتاة جميلة اسمها ” لبيبة مانيللى” التى بدأ ظهورها على المسرح
بتقديم بعض الأغانى الشامية بين الفصول حتى تدرجت وشاركت بالتمثيل ، وأحدث ظهور هذه الفتاة على
المسرح ضجة ودوياً كبيراً زبدأ أصحاب الفرق والمسارح الأخرى فى الاستعانة بالعنصر النسائى واختيار
من يصلحن للتمثيل على المسرح.
وفى بداية الأمر كان اغلب الممثلات من سوريا، وكان منهن ممثلة جميلة اسمها “ميليا ديان” تميزت بصوتها
الجميل وإجادتها للهجة المصرية، ولفتت انتباه الشيخ سلامة حجازى فضمها لفرقته وبعدها شاركت نجيب
الريحانى حين كان يجسد شخصية كشكش بيه.