اشتهرت مدينة قسنطينة، التي تقع في شرق الجزائر، باسم “مدينة الجسور المعلقة”،
حيث جاءت تلك التسمية من عدد الجسور التي تربط بين جنباتها.
وتتميز بجغرافيتها وطبيعتها الفريدة من نوعها التي تتخللها الهضاب
والتلال والمنحدرات وهي محاطة من الشرق والشمال بجبل الوحش وجبل سيدي.
موقعها على جرف صخري
تتميز هذه المدينة القديمة بموقعها على جرف صخري مكوّن من الكلس الصلب
والذي يشقه وادٍ سحيق يُعرف بوادي الرمال وهو يقسم المدينة إلى قسمين ويعزلها عن المناطق المحيطة بها.
تربط شطري المدينة ببعضها البعض، ثمانية جسور جعلت منها
نقطة جذب سياحية لا مثيل لها وأكسبتها لقب “مدينة الجسور المعلّقة”.
وعُرفت المدينة أيضاً باسم مدينة “الصخر العتيق” ومدينة سيرتا”
وهو اسمها بالنوميدي
ثم أطلق عليها في ما بعد اسم قسنطينة نسبة للإمبراطور الروماني قسطنطين الكبير.
تاريخها الغني
تتميز قسنطينة بتاريخها الغني الذي بدأ مع التجار الفينيقيين الذين استوطنوا المنطقة
فينسب تأسيس المدينة اليهم. كما ولقد شكلت سابقاً عاصمة مملكة البربر نوميديا
ثم أصبحت في ما بعد مدينة رومانية عظيمة وذلك في العام 46 قبل الميلاد.
أفضل طريقة لزيارة المدينة هي سيراً على الأقدام. بحيث يمكنك استكشاف
أشهر جسر في المدينة وهو جسر سيدي راشد، الذي تم افتتاحه في العام 1912
وكان يعدّ في السابق أعلى جسر في العالم، إذ يصل ارتفاعه الى 175 متراً، ويحمله 27 قوساً.
النصب التذكاري لموتى القسنطينة
يؤدي هذا الجسر إلى النصب التذكاري لموتى القسنطينة Monument aux Morts
ولقد تم بناء هذا النصب التذكاري تكريماً للجنود الشهداء الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى
ولقد تم تصميمه وفقّاً للطراز الروماني وهو من المواقع المدرجة على لائحة التراث العالمي لـ”اليونسكو”.
يوفّر هذا الموقع أيضاً منظراً بانورامياً رائعاً للمدينة ولطبيعتها الخلابة.
ومن المعالم التاريخية الجديرة بالزيارة، المدافن القديمة والتي يعود بعضها الى عصور
ما قبل التاريخ والمقبرة الميغاليتية المميزة بهندستها. اضافة الى باب سيتا
الذي يرجّح انه كان معبداً يعود تاريخه الى العام 363 م. والأقواص الرومانية
التي كانت مخصصة لجر المياه الى الخزانات الموجودة في المدينة.
ويشكّل حي القصبة التقليدي والسوق موقعين مميزين يستحقان الزيارة
ويعتبر المسرح الفرنسي القديم، الذي لا يزال يحافظ على بنائه وتصميمه الأصلي
مثالاً رائعاً للعمارة الفرنسية.
قصر أحمد الباي
ومن المباني الشهيرة التي ننصح بمشاهدتها قصر أحمد الباي الذي يعدّ من التحف
المعمارية الهامة في القسنطينة وهو نموذج رائع لفن العمارة الإسلامية والذي يعود الى سنة 1835.
وتعدّ محطة القطار القديمة من المواقع المثيرة في المنطقة
خصوصاً أنها من معالم الاستعمار الفرنسي السابق للمدينة.
أما المساجد فهي عديدة، أشهرها المسجد الكبير الذي بني في العام 1136م على أنقاض معبد روماني وهو يتميز بالكتابات العربية المنقوشة على جدرانه. ومسجد الأمير عبدالقادر، وهو واحد من أكبر المساجد في البلاد، حيث يتسع لـ 15000 مصلٍ في الوقت ذاته، ويمكن رؤية المآذن التي يبلغ ارتفاعها 107 أمتار. وهو يعدّ أيقونة فنية رائعة، تم تصميمه على النمط المشرقي الأندلسي.