اسم الباحثة : شيرين رفعت
طالبة لدى دبلوم الارشاد السياحى بكلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم ـ
تماثيل الاوشابتى هى تماثيل صغيرة ظهرت فى عصر الدولة الوسطى وظهرت بكثرة فى الدولة الحديثة ،وكانت تقوم بخدمة المتوفى عندما يستدعى للعمل فى حقول اوزوريس فى العالم الاخر .
حيث كانت تصنع من خامات مختلفة كالاحجار ،والخشب,والبرونز،والفخار،والشمع،والقاشانى الازرق والاخضر ،وكانت التماثيل تاخذ شكل المؤمياء المصغرة بملامح وجه المتوفى ويكتب عليها اسمه والقابة.
وكانت تصنع فى ورش كهنة المعبد وتتمثل مهمتها الرئيسية فى ضمان الافراد والراحة والحرية من العمل اليومى فى الحياة الاخرة .
تسميتها
عند بداية ظهور هذه التماثيل كان لا يوجد عليها ما يوحى باسمها او طبيعة عملها كان يذكر اسم المتوفى فقط وظهر بعد ذلك مسميات كثيرة
وقد جاءت تسمية تلك التماثيل باسم «أوشابتى» من فعل «وشب» الهيروغليفى بمعنى (يجيب)، لذا نطلق عليها «التماثيل المجيبة»،وعُرفت هذه التماثيل أيضًا باسم «الشوابتى» أو «الشابتى» منذ عصر الدولة الحديثة لمواءمة وظيفتها فى الاجابة على النداء بدلا من المتوفى , وربما يرتبط باسم شجرة البرسيا ويعتقد البعض انه يقصد بها التماثيل المصنوعة من خشب اللبخ ,ويرى بعض العلماء انه يرجع تسمية شابتى او شوابتى اشتقت فيما يبدو من كلمة تعنى قطعة الخشب , ويرى البعض انه لا علاقة بين هذة التماثيل وهذه الشجرة حيث ان شوابتى لم تخصص برؤى مخصص للشجرة او جزء منها بل كان مخصصها الرجل الجالس واضعا يدة قرب فمة إشارة الى التحدث اى الاجابة .
طبيعة واستخدمات الاوشابتى والغرض منها:
منذ بداية العصور كانت المقابر تزود دائما بأثاث اخروى تلبى حاجة المتوفى فى العالم الاخر ، ففى البداية كانت أشياء بسيطة لسد حاجة المتوفى فى الحياة اليومية فى العالم الاخر مثل الطعام والشراب وبعض الادوات الخشبية البسيطة بعد ذلك تطورت الاشياء البسيطة فى مقابر النبلاء الى بعض الاثاث ،والملابس والمجوهرات وبعد ذلك ظهرت بعض الاشياء فى الاثاث الجنائزى مثل التمائم والجعارين وتماثيل النماذج واستبدلت فى عصر الدولة الوسطى بتماثيل الاوشابتى وتعتبر تماثيل الاوشابتى تطورا يتماشى مع بداية انتشار العقيدة الاوزورية التى كانت مهمة عند المصرى القديم ،وكانت العقيدة تعتبر العالم الاخر نسخة مشابهة للدنيا وتحتاج للعمل فى الزراعة، هذة الفكرة القديمة عندما كان شعبا من الفلاحين يحلم بالجنة لموتاه يبلغ ارتفاع الشعير فيها سبعة أذرع وطول سنبلة ذراعان وكان لعمل فى هذة الحقول اجمل مصير يمكن ان يتصورة اللانسان وقد ظل هذا التصور حتى عندما يعتبر المصريين اوزير ملكا على مملكة الموتى وظنو انه سيصنع مع موتاه ما كان يفعلة الملك على الارض مع رعاياه وانه سيفعل قوائم بها وانه سوف يختار بناء على هذه القوائم هذا الميت حينا وذاك حينا اخر لاعمال الزراعة والرى وإقامة السدود والجسور ،وبدا ظهور تماثيل الاوشابتى لانها تعتبر بمثابة نائب عن الشخص لاداء المهام الخاصة بالزراعة.
وكان للاوشابتى دور اخر فلقد كان ينوب عن المتوفى فى ان يتواجد فى الاماكن التى كانت تعقد فيها محاكم العالم الاخر مثل ابيدوس وابو صير وهليوبوليس حتى يكون قريبا من مراكز اتخاذ القرار فمن خلال وساطة الالهة والملوك الموتى والموتى ذو الحظوة يمكن ان يحصل المتوفى فى المحكمة على قرار فى صالحة .
وكان بديلا ايظا لتماثيل الخدم فى بعض الاحيان ,حيث ارتبط بمخاوف التوفى من ان يحدث خلاف بين الخدم على امور معينة مثلما كان يحدث فى الحياة الدنيا من كانت نوبة احدهم فى العمل اليوم او غد لذلك كان من الخير ان يكتب على كل منها اليوم الذى كان يشتغل فية من ايام العام وما العمل الذى سيقوم به وكانت تكتب ايضا على الاغوشابتى بعض العبارات مثل (أطع فقط من صنعك ولا تطع عدوة ) خوفا ايضا من ان يقابل الميت عدوا يغوى الاوشابتى كما كانت الخدم تغوى به فى الحياة الدنيا .
تطورها
تعتبر دفن تماثيل الاوشابتى فى المقبرة تطورا لعادة قديمة انتشرت بين المصريين منذ بداية الاسرات وهى دفن عدد من الخدم حول مقابر سيدهم لكى يقومو على خدمتة فى العالم الاخر ، وبداءت هذة العادة تختفى تدريجيا منذ الاسرة الاولى وحل محلها تدريجيا تماثيل من الحجر تمثل عدد من الخدم وكان كل منهم يقوم باداء العمل الذي كان يقوم بها فى الدنيا وبدات تماثيل الاوشابتى فى الظهور وكانت توضع فى اى مقبرة سواء كانت خاصة بالافراد او الملوك
حيث كان في عصر الدولة الوسطى يوضع تمثال احد الاوشابتى فى المقبرة او تمثالين
ولاكن اذدادت اعدادها بكثرة فى عصر الدولة الحديثة ووصلت الى 423 اى لكل يوم تمثال ولكل عشرة تماثيل مشرفا(365+36مشرف) ثم لكل يوم من الايام الخمسة لشهر النسئ تمثالا وللخمسة تماثيل هذة مشرفا ثم فى نهاية الامر تمثال لكاتب يسجل اعمال كل مجاوب ويكتب تقارير سير العمل
وكانت هذة التماثيل توضع بجوار المؤمياوات احيانا توضع عند راس المتوفى واحيانا اخرى عند قدمة واحيانا داخل تجوفين يمين ويسار حجرة الدفن داخل صناديق او نماذج من التوابيت الخشبية لحمايتها او مبعثرة فى ارضيتها او داخل اناء فخارى .
النصوص الخاصة بتماثيل الاوشابتى
اختلفت اشكال وانواع النصوص فى مصر القديمة ولاكنها كانت تهدف الي الحفاظ على المتوفى والعمل على انتقاله فى العالم الاخر لكى تعيش البا (الروح)مع الالهة
وكانت النصوص تنقسم الى
1. نصوص الحماية والتى كانت تستخدم لحماية المقابرمن اللصوص وكانت توجد معظمها فى نصوص الاهرام ومتون التوابيت
2. نصوص الشعائر وكان يقوم بها الاحياء من اقرباء المتوفى للمتوفى بما يتضمن تقديم القرابين وشعائر فتح الفم
3. نصوص شخصية وهي تساعد التوفى اثناء رحلتة والوصول الى العالم الاخر ووجد منها اكثر من 200نص خاص من كتاب الموتى
كانت تكتب على هذة التماثيل مقتطفات من الفصل السادس من كتاب الموتى والذى غالبا ما يظهر رسما او نقش على الشكل مختصر تو اكثر
وتدل الاداتان التى في يدى كل منهما وهما المعزق لعزق الارض والزنبيل وتدل علية كذلك الكتابة التى تحملها عادة
“أنت ايها الاوشابتى اذا نودى عليك فى اى وقت واذا احصيت فى اى وقت لاستنبات الحقول ورى الار اضى ونقل الرمال من الشرق الى الغرب فلتقل عندئذ.
وبعض الصيغ الاخرى وردت فى الفصل السادس من كتاب الموتى عبارات تحث الاوشابتى على انجاز عملة فى مملكة الموتى
وفى نصوص التوابيت الفقرة 432وتكرر النص فى بعض البرديات من كتاب الخروج الى النهار فى الفصل 151 النص عبارة عن تعويذة لكى يقوم تمثال الاوشابتى باداء الاعمال بدلا من المتوفى فى العالم الاخر
“يا هذا المجيب الخاص بالمتوفى اذا استدعيت واذا طلب منى اداء كل الاعمال التى تادى عادة فى مملكة الموتى ,نعم حقا ستشعر بالحيرة هناك مثل اى شخص مكانى باداء مهمة تقدم بدلا منى وحل محلى فى اى مناسبة سواء كانت لزراعة الحقل او لرى الضفتين او لنقل السباخ من الشرق الى الغرب….هكذا تقول”
تمثال اوشابتى للملك توت غنخ امون
مكان الحفظ: المتحف المصرى
ارتفاع التمثال : 52سم
الوصف
التمثال يحمل نظرة ملكية خاصة ، مصنوع من الخشب
والحلى مصنوعة من طبقة رقيقة من الذهب
يرتدى الملك باروكة الشعر المجعد ذات الطراز النوبى والتى اعتاد على
استخدامها فى هذه الفترة فى العائلة الملكية .
يوجد اعلى الراس الصل الملكى والصقر حرس جنبا الى جنب
اليدين موضوعتان على الصدر فى الوضع الاوزيرى
والكتابات على التمثال فى اربعه اعمدة رائسية تحتوى على نصوص من
الفصل السادس من كتاب الموتى
(المضئ اوزير الملك سيد الارضين (نب خبرو رع)صادق القول يقول
“يايها الاوشابتى اذا استدعيت وطلب منك …….لاوزير ابن رع (توت عنخ امون وسر مس نسو)صادق الصوت يقول يجب عليك القيام بكل الاعمال هناك فى الغرب مثل حرث الحقول ورى ضفاف النهر ونقل الرمال من الشرق الى الغرب لفعل كل الامور المكلف بها كرجل فى اداء واجباتة ،ها انت تقول هناك .الاله الطيب …….أستمع لى وحل محلى فى كل الاشياء . وقتك لى لعمل كل الاشياء الطيبة” .)
تمثال اوشابتى للملك توت غنخ امون بالتاج الاحمر
مكان الحفظ: المتحف المصرى
التاريخ : الدولة الحديثة –الاسرة الثامنة عشر
الارتفاع: 63سم
مادة الصنع : الخشب المغطى بطبقة من الذهب
الوصف
يرتدى الملك التاج الاحمر الخاص بالوجة البحرى ويتقدم التاج الحية الملكية
جسم التمثال فى هيئة المومياء واليدان فى الوضع الاوزيرى وتحمل العلامات الملكية المقدسة
الحجنة والسوط والكتابات على الثمثال فى اربعة اعمدة عمودية تمثل الفصل السادس من كتاب
الموتى .
تمثال اوشابتى للملك توت غنخ امون بالسوطين
مكان الحفظ :المتحف المصرى
التاريخ :الدولة الحديثة –الاسرة الثامنه عشر
الارتفاع :52سم
مادة الصنع : الخشب المغطى بطبقة من الذهب
الوصف :
يرتدى الملك غطاء الراس النوبى ,واليدان ممسكتان بسوطين من البرونز ويرتدى قلادة على الصدر وفى اليد سوار من رقائق الذهب والكتابات فى اربعة صفوف راسية وهى نفس الصيغ السابقة
المراجع
رسالة ماجستير ,شيماء مصطفى فضل عرابى، تماثيل الاوشابتى فى مصر القديمة, دراسة تحليلة ,كلية الاداب قسم الاثار. جامعة اسيوط
رسالة ماجستير ,لؤى محمود سعيد ,الفكر الشعبى الدينى فى مصر القديمة ,دراسة تحليلة , كلية الاثار قسم الاثار المصرية ,جامعة القاهرة
ادولف ارمان,ديانة مصر القديمة وتطورها ونهايتها/ ترجمة عبدالمنعم ابو بكر ،محمد انور شكرى ,القاهرة,1995
ابراهيم عبد الستار, محاضرات فى فن الدولة الحديثة ، كلية الاثار .جامعه الفيوم
حنان محمد ربيع،محاضرات فى الفنون الصغرى المصرية القديمة (2020) كلية الاداب قسم الاثار المصرية
,جامعه بنى سويف