متابعة-شيرين رفعت
اجتمع أكثر من 120 من قادة العالم، أمس الاثنين في جلاسكو، للمشاركة في القمة التي تمثل “الأمل الأخير والأفضل” للتعامل
مع أزمة المناخ وتجنب وقوع كارثة بيئية وشيكة.
هذا وكانت قد كشفت دراسة جديدة نشرت نتائجها مجلة “نيتشر كومونيكيشنز”، أمس الإثنين، أن كمية الجليد البالغة 3,5 تريليون
طن التي ذابت في جرينلاند خلال العقد الماضي، أدت إلى ارتفاع منسوب مياه البحار العالمية بمقدار سنتيمتر واحد،
وزادت من مخاطر الفيضانات في جميع أنحاء العالم.
وتحتوي الطبقة الجليدية الموجودة فوق جرينلاند-أكبر جزيرة في العالم- على ما يكفي من المياه المجمدة لرفع المحيطات حوالي
ستة أمتار على مستوى العالم، وسط تزايد حالات الذوبان الشديدة هناك في العقود الأربعة الأخيرة على الأقل.
وتعتبر الدراسة هي الأولى التي استخدم معدوها بيانات الأقمار الصناعية للكشف عن الجريان السطحي للجليد في جرينلاند،
وقال الباحثون إن جريان المياه الذائبة في جرينلاند ارتفع بنسبة 21% على مدى العقود الأربعة الماضية، كما أن موجات الحر
شكّلت بصورة متزايدة سببًا رئيسيًا لفقدان الجليد.
وكان رئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون” قد افتتح قمة COP26 التاريخية حول المناخ بتحذير قادة العالم بأنهم
سيواجهون حكمًا قاسيًا من الأجيال القادمة في حال لم يتحركوا بشكل حازم، و”إننا أمام الفرصة الأخيرة وعلينا التحرك حالاً”.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” إلى “إنقاذ البشرية”، مؤكدًا “لقد آن الأوان للقول -كفى: كفى لانتهاك
التنوع البيولوجي، كفى لقتل أنفسنا بالكربون، كفى للتعامل مع الطبيعة كمكب قمامة، كفى للحرق والحفر والاستخراج
على أعماق أكبر، إننا نحفر قبورنا بأنفسنا”.
وتُعتبر قمة COP26 مهمة لاستمرارية اتفاق باريس الذي تم إبرامه عام 2015 ونصّ على الحد من ارتفاع درجات الحرارة
العالمية إلى “أقل بكثير” من درجتين مئويتين، والعمل على حصرها بحدود 1,5 درجة.
ومن جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن العصر الحالي يمثل “نقطة انعطاف في تاريخ العالم”، والحكومات مطالبة اليوم
بمضاعفة التزاماتها بخفض الانبعاثات لجعلها تتماشى مع أهداف اتفاق باريس، وتوفير الأموال التي وعدت بها منذ فترة طويلة
لمساعدة الدول النامية على تخضير اقتصاداتها وحماية نفسها من الكوارث المستقبلية.
أوضح السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة جلاسجو بدأ أول أمس
بلقاء مثمر مع مستشار النمسا الجديد الذي تعهد باستمرار دعم بلاده للعلاقات مع مصر، كذلك تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين
البلدين، وكما بات معتادًا في مثل هذه اللقاءات فهناك إشادة كبيرة بنجاح التجربة المصرية وخاصة في الموضوعات التي تهم
أوروبا مثل الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب، وكان هذا حاضرًا كذلك في لقاء الرئيس أمس مع رئيس وزراء بريطانيا
الذي أشاد بجهود مصر بقيادة الرئيس ورؤيته الاستراتيجية العميقة، خاصةً وأن مصر دولة مؤثرة في محيطها الإقليمي وجهودها
مُقدرة.
وأكد السفير بسام راضي أن الجميع حرص خلال هذه اللقاءات على الاستماع لرؤية الرئيس لكيفية حل الأزمات بالمنطقة،
وأوجز بالتأكيد على مبدأ تقوية أركان الدولة الوطنية، كذلك عبر الرئيس خلال اللقاءات عن الموقف المصري من قضية المناخ،
وعرض المشروعات المصرية الطموحة في هذا المجال، وأضاف «راضي» أنه بعد الرئاسة الإنجليزية للقمة سوف تُعقد القمة
القادمة في شرم الشيخ بإذن الله، وهناك عمل كبير من مؤسسات الدولة للتحضير لهذه القمة.
جونسون يحذر قادة العالم وغوتيرش يدعو لإنقاذ البشرية