ولكن هكذا و لأن
متابعة: أشرف عمر ولكن هكذا و لأن
ولكن هكذا و لأن
الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ولكن هكذا و لأن
*{ الْحَيَاءُ وَالْإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا ، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ }.*
حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاه الحَاكِم.
*شرح الحديث:*
الإيمانُ الصحيحُ يَبعَثُ على الصِّفاتِ الحسَنةِ وكَمالِها، والنِّفاقُ يَدفَعُ إلى الصِّفاتِ السَّيِّئةِ الَّتي
لا يَنبَغي أن تُوجَد عندَ مُسلمٍ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “إنَّ الحَياءَ والإيمانَ”، والحَياءُ: تَغيُّرٌ وانكِسارٌ
يَعتَري الشَّخصَ عندَ خوفِ ما يُعابُ أو يُذَمُّ، والمُرادُ به هنا أنْ يقومَ العبدُ بالواجِباتِ والفرائِضِ
ولا يفعَلُ المحرَّماتِ، “قُرِنا جميعًا”، أي: مجموعانِ في حَبلٍ ورِباطٍ واحدٍ، “فإذا رُفِعَ أحدُهما
رُفِعَ الآخَرُ”، هو إخبارٌ بتلازُمِهما، فكلُّ واحدٍ قُرِنَ بالآخَرِ ونيط به، فإذا وُجِدَ وُجِدَ، وإذا ارتَفَعَ ارتَفَعَ
فإذا ضاعَ الحياءُ فلا يُنتفَعُ بالإيمانِ، وإذا ضاعَ الإيمانُ فلا حَياءَ، ومَن لمْ يَستحيِ فلْيفعَلْ ما يَشاءُ
ثم إنَّ الحياءَ يمنَعُ من كثيرٍ من الفُحشِ والفَواحِشِ، ويَشتمِلُ على كَثيرٍ من أعمالِ البِرِّ
وبهذا صار جُزءًا وشُعبةً من الإيمانِ، والمُسْتَحي يندفِعُ بالحَياءِ عن كثيرٍ من المعاصي
كما يندفِعُ بالإيمانِ عنها، فلمَّا صار الحَياءُ والإيمانُ يعملانِ عملًا واحدًا جُعِلا كالشَّيءِ الواحدِ
وإن كان الإيمانُ اكتسابًا والحَياءُ غَريزةً، وهذا كلُّه يدُلُّ على أنَّ الإيمانَ قولٌ وعَمَلٌ
ويُميَّزُ الحياءُ عن الخجَلِ بأنَّ الحَياءَ صِفةُ كَمالٍ للنَّفسِ، يَجعَلُ الإنسانَ دائمًا في رِفعَةٍ عن الدُّنيا
غيرَ مُنكسِرٍ لباطِلٍ، وأمَّا الخجَلُ فهو صِفةُ نَقصٍ، يَمنَعُ الإنسانَ عن إتمامِ واجِباتِه، والقيامِ
بها على الوَجهِ الأكمَلِ لها.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.