متابعة: أشرف عمر
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
{ اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى
شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ }.*
رَوَاهُ مُسلِمٌ.
شرح الحديث:*
أتَى عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ شَمَاسَةَ إلى عَائِشَةَ رضِي اللهُ عنها يَسأَلُها عن شيءٍ، فقالت: مِمَّنْ أنت؟
فقال: رَجُلٌ مِن أهلِ
مِصْرَ، فقالت: كيفَ كان صاحِبُكم لكم؟ وأرادَتْ به مُعَاوِيَةَ بنَ حُدَيْجٍ، وكان مُوَالِيًا لِمُعَاوِيَةَ بنِ أبي سُفْيَانَ
رضِي اللهُ عنهما؛
في غَزَاتِكُم هذه، فقال عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ شَمَاسَةَ: ما نَقِمْنا منه شيئًا، أي: ما كَرِهْنا منه ولا عِبْنا عليه شيئًا؛
إنْ كان
لَيَمُوتُ لِلرَّجُلِ مِنَّا البَعِيرُ فيُعطِيه البعيرَ، ويَمُوتُ للرَّجلِ منَّا العبدُ فيُعطِيه العَبْدَ، ويَحْتَاجُ إلى النَّفَقَةِ فيُعطِيه النَّفَقَةَ،
فقالت عَائِشَة: أَمَا إنَّه لا يَمْنَعُني الَّذِي فَعَل في مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكْرٍ أَخِي، وهو أنَّ أخَاها مُحَمَّدًا كان والِيًا لِعَلِيِّ
بنِ أبي
طالِبٍ على مِصْرَ، فلمَّا انتَصَر جيشُ مُعَاوِيَةَ قَتَله مُعَاوِيَةُ بنُ حُدَيْجٍ؛ أن أُخْبِرَك ما سَمِعْتُ مِن رسولِ الله صلَّى الله
عليه وسلَّم
يَقُولُ في بَيتِي هذا: اللَّهُمَّ مَن وَلِيَ، أي: مَن جُعِل والِيًا؛ مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا، أي: مِنَ الأُمورِ، أو نوعًا من الوِلاية؛
فشَقَّ عليهم، أي: شَدَّد عليهم؛ فاشْقُقْ عليه، أي: اشْدُدْ عليه، جَزاءً وِفاقًا؛ ومَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتِي شيئًا فرَفَق
بهم
فارْفُق به، والرِّفْقُ: أن تَسِيرَ بالناسِ بِحَسَبِ أمرِ الله ورسولِه، ولكنْ تَسلُكُ أقرَبَ الطُّرُقِ وأرفَقَها بالناسِ،
ولا تَشُقُّ عليهم في شيءٍ ليس عليه أمرُ الله ورسولِه.
صبحكم الله بكل خير وصحة وسعادة وبركة في العمر والرزق وطاعة وحسن عبادة.