فن وثقافة

حرصا على التراث الشعبي …شباب سعوديون يحرسون منطقة عنيزة منذ 5 عقود

متابعة : سوزان مصطفى 

استطاع شباب سعوديون من تأسيس دار عنيزة للتراث الشعبي قبل نحو خمسة عقود، والتي تهدف إلى الحفاظ على موروث المنطقة ومزاولته ونقله للأجيال الجديدة.. ورغم انشغالهم آنذاك وصعوبة تفرغهم تمكنوا من لفت الأنظار والمشاركة في المناسبات عبر جهودهم الفردية.

وتتميز عنيزة، إحدى مناطق القصيم، برقصة السامري التي تختلف خصائصها من مكان لآخر، وتسعى الدار لصون كافة الفنون التي تشمل أيضاً العرضة السعودية، “والناقوز، والحوطي”، وفي هذا السياق قال عضو الدار أحمد القرعاوي “نحرص بشدة على ممارسة الفنون الشعبية ونقلها للأجيال الناشئة لاسيما فن العرضة الذي يرمز للتراث والثقافة السعودية، وسامري عنيزة الخاص وهو لون شعبي يتسم به أهالي المنطقة”.

وأكد القرعاوي، أن هذا الفن له خصوصيته التي تميزه عن فنون العالم، كونه يستقل بفرائد يحدث خلالها الرقص تحت تغاريد الإيقاع البطيء الذي وصفه بـ الفن الفاخر،

وأكمل: “يعتمد السامري على سبع ألعاب يمارسه صفين، يبدأ أحدهما بالغناء وتولي الإيقاع أو “التخمير” وفيما بعد ينتقل اللعب للجهة المقابلة”. وبعد مرور الوقت يلج الراقص بمرحلة الانتشاء ويحدث التمايل إزاء تغيير الراقصين من طريقة جلوسهم المعتمدة على ثني الركب، إذ يرتفعون بأجسادهم وهم جُلاس. وفي الطور الأخير من السامري يحدث الانتشاء وتترك الطبول من أجل التصفيق بالأيدي وقد تسقط “الأشمغة” و”الأعقل” أثناء ذلك.

وأشار القرعاوي إلى غناء الأبيات الشعرية أثناء ممارسة الرقصات، مشيراً أن العرضة السعودية تتضمن القصائد المكتظة بمعاني الشجاعة والفخر، وتميل للتحفيز قبل خوض المعركة، أو تضج ببهجة الانتصار حين انتهاء الحرب، أما السامري يعتمد غالباً على الأبيات الوجدانية والرثائية، فيما تحضر قصائد الغزل بفن الحوطي والناقوز.

وأكمل: “ما يحفز الممارسين لهذا الموروث هو حمايته وتوريثه، باعتباره تاريخا يجب المفاخرة والاستماع به، وجل المشاركين هم هواة وقد يحظون على مكتسبات مالية عبر التواجد بالمناسبات، ونالت هذه الجهود المستمرة طوال عقود على دعم أمراء ومحافظي المنطقة”. وتفتح الدار أبوابها كل ليلة جمعة لاستعراض الثقافة العريقة أمام الجمهور، وكذلك تحتضن كافة الفئات العمرية عبر التدريب إذ نالت تهافت طلاب كافة المراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي.

وفي صالة الدار، يتمكن المتدرب من إتقان الفن لوحده تحت أجواء تحفيزية، ثم يسمح له المدرب بالدخول مع الفرقة، الأمر الذي يبعد عن الممارس الحرج في حال وقع بخطأ، كما ألمح القرعاوي إلى أن القدامى لا يقبلون زلل الراغبين بالتعلم. وللتأكد من صحة تنفيذ الرقصة في بعض الأحيان يستعين المهتمون بكبار السن، أو مشاهدة بعض الفيديوهات القديمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم