سناء منذر
هذا المثل مثل عربي شاع قديماً على ألسنة الناس. ويشير إلى نفاذ الصبر ،أو عدم قدرة السكوت على أمر ما،كما لا سبيل للهروب،أو امكانية انجاز عمل يتوجّب القيام به. والزبى جمع لكلمة زبية وتعني الحفرة التي تحفر لاصطياد الأسود فيها. وللمثل قصتان:
القصّة الأولى: هو أنّ أسداً قتل ثلاث رجال،وأُحضر هؤلاء الرجال لمعاذ بن جبل وهو فقيه وقارئ قرآن وراوٍ للحديث الذي قام بدوره بالإستفسار عن سبب مقتلهم،فعلم أنهم قاموا بقتل الأسد ودفعه لزبية(حفرة) ثم اجتمع الناس عليهم وتدافعوا فسقط الرجال الواحد تلوى الآخر بالحفرة. فطلب معاذ من علي بن أبي طالب أن يفتي بأمرهم ،فقضى أن يكون للرجل الأول ربع الديّة ،ونصفها للثاني،والديّة كلها للرجل الثالث.
وعلم النبي(ص)بحكم علي فقال له: لقد أرشدك الله إلى الحقّ.
القصة الثانية: هو أنّ رجلاً يهوى صيد الأسود خطر بباله حفر عدة حفر في رابية تساعده بالصيد ووقوع الأسود فيها.ووضع طعماً بكلّ منها.
وأحد الأيام هطل المطر وامتلأت (الزبى) اي الحفر بالمياه ففسد الطعم وغضب الرجل و عجز من الوصول للحفر عندها قال:
بلغ السيل الزبى مدركاً أن موضوعه هذا صعب التصرف فيه أو حلّه.
وقد قيل شعر بهذا الخصوص تمثلا بهذا المثل. من هذا الشعر:
يا رب إنّ السيل قد بلغ الزبى… والأمر في كافٍ لديك ونون
يا من أحال النار حول خليله… روحا وريحانا بقولك كوني