متابعة
متابعة : سوزان مصطفى
تتصدر منصات التواصل الاجتماعي الساحة في مواجهتها العديد من الاتهامات مؤخرا،
منها أن استخدامها بكثرة يسبب الاكتئاب، وحاولت العديد من الدراسات البحث في هذا الشأن،
منها دراسة نشرت في “جيه إيه إم إيه أوبن نيتوورك”، تحت عنوان “هل هناك ارتباط بين استخدام منصات التواصل الاجتماعي
وزيادة حالات الاكتئاب؟”، أشرف عليها دكتور روي بيرليس، الطبيب النفسي بمستشفى ماساتشوستس العام وجامعة هارفارد في بوسطن.
شارك في هذه الدراسة 5000 شخص بمتوسط عمر 55 عاما، حيث تعرض هؤلاء الأشخاص لاختبارات شهرية لمدة عام كامل،
منذ شهر مايو لعام 2020م، وحتى شهر مايو لعام 2021م، وتم التأكد أن المشاركين لا يعانون من الاكتئاب، بحصولهم
على 9 درجات من 9 في الاختبارات، ولكن بعد أول شهرين من استخدام منصات التواصل الاجتماعي،
لوحظ أن هناك العديد من الأشخاص قلت درجاتهم، حيث بدأوا يحصلون على 5 درجات فقط في الاختبارات،
مما دل على أنهم أصبحوا على مشارف الإصابة بالاكتئاب، هذا بحسب ما نشر في موقع “سايكولوجي توداي.
وقد لاحظ الخبراء بعد إصابة بعض المشاركين بالاكتئاب، أنهم يستخدمون تطبيقات (سناب شات، فيسبوك، وتيك توك) بكثرة،
ووجد أن هؤلاء يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي بنسبة 40% أكثر من الأشخاص الذين لم يعانوا من الاكتئاب.
وأشار الخبراء بأن التواصل الاجتماعي مع الآخرين على أرض الواقع لا يؤثر في استخدام منصات التواصل الاجتماعي الافتراضية،
ولهذا فكون الشخص يعيش وحيدا، أو يعيش وسط أسرته وأصدقائه لا يؤثر في استخدام المنصات الاجتماعية البديلة.
تتضح قوة هذه الدراسة في إجراءها على أشخاص لا يعانون من الاكتئاب قبل استخدامهم لمنصات التواصل الاجتماعي،
ثم مشاهدتهم وهو يطورون سمات الاكتئاب شهرا تلو الآخر بعد استخدامهم إياها.
وتؤكد الدراسة بأن هناك ارتباط بين الاكتئاب ومواقع التواصل الاجتماعي بالرغم من أن الدراسة لم تثبت السببية المباشرة،
أي أنها لم تثبت أن استخدام منصات التواصل الاجتماعي له سبب مباشر في الإصابة بالاكتئاب،
إلا أنها اكد ت ذلك وهي إشارة واضحة لضعف الشخص نتيجة لمواجهته مشكلات أخرى في حياته.
ويجد الخبراء أن نتائج الدراسة مسببة للقلق تجاه استخدام منصات التواصل الاجتماعي،
لأنها وإن لم يتم إثبات أنها سبب قاطع للاكتئاب، إلا أنها عامل هام للإصابة به.
تنصح الدراسة كل من يعاني من الاكتئاب، أو يشعر بأنه ضعيفا خلال هذه الفترة من حياته، بعدم قضاء
وقت طويل على منصات التواصل الاجتماعي، لعدم تفاقم حالته، وبقاؤه مكتئبا لفترة أطول ممن لم يستخدموا منصات التواصل الاجتماعي.