دين ومجتمع

خطبة عيد الأضحى السادسة

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد،

إن أعيادنا يوم تحرير الأرض والعرض، يوم تحرير البلاد والعباد،

يوم أن تتحرر النفوس من الشهوات والملذات، ويوم أن تتحرر القلوب من الكذب والنفاق،

ويوم أن تتحرر الصدور من الشحناء والبغضاء، ويوم أن تتحرر الحقوق من قيود الفساد والاستبداد،

فيبذل كل ذي واجب واجبه غير مقصر، ويأخذ كل ذي حق حقه لا يزيد،

أعيادنا يوم يتحرر المحاصرون من الظلم القائم، والحصار الظالم، والعداء المتراكم،

من الصديق قبل العدو، ومن القَريب قبل البعيد، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى،

أعيادنا يوم أن يتحرر الأقصى المبارك من براثن اليهود، ومن بطش اليهود، ومن ظلم اليهود وغير اليهود.

 

فأنتم مأمورون بالفرحة، في هذا اليوم فقد كنتم في طاعة وتنتقلون إلى أخرى، افرحوا ولكم الأجر،

فاجعلوا هذه الأيام أيام العيد فرحا لا ترحا، أيام اتفاق لا اختلاف، أيام سعادة لا شقاء، أيام حب وصفاء،

لا بغضاء ولا شحناء، تسامحوا وتصافحوا، توادوا وتحابوا، تعاونوا على البر والتقوى،

لا على الإثم والعدوان، صِلوا الأرحام،

 

وارحموا الأيتام، تخلقوا بأخلاق الإسلام، فالله ربي لا أريد سواه هل في الوجود خالق إلاهو،

الشمس والبدر من أنوار حكمته والبر والبحر فيض من عطاياه، الطير سبحه والوحش مجده والموج كبره والحوت ناجاه، والنمل

تحت الصخور الصم قدسه والنحل يهتف حمدا في خلاياه، والناس يعصونه جهرا فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه.

الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثير، وسبحان الله بكرة وأصيلا، فاكثروا من الصلاة والسلام علي سيد الأنام صلى الله عليه وسلم فالصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم تشرح الصدور، وتزيل الهموم، وترفع مقام العبد، فيسمو بها إلى أعلي الدرجات لذا لم يصل الله تبارك وتعالي علي نبي من الأنبياء كما صلى علي سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم بل لم يؤمر الله تبارك وتعالي أمة بالصلاة علي نبيها كما أمر أمة الإسلام بالصلاة علي نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم تشريفا له وتكريما له فقال ربنا عز وجل “إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلى عليه وسلموا تسليما” وأوصيكم بكتاب الله، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه.

فالقرآن هو أساس الدين ومصدر التشريع الأول وحجة الله البالغة ونعمته الباقية فيه نبأ من قبلنا وخبر من بعدنا, فيقول تعالى “كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد” فمن اتخذه إماما فقد فاز بخيري الدنيا والآخرة ومن اتخذه خلف ظهره فقد خسر الدنيا والآخرة، فالقرآن هو حبل الله المتين ونوره المبين وهو الذكر الحكيم
وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء, وهو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر, ومن دعي إليه هدي إلي صراط مستقيم ويوم أن تركت الأمة القرآن وقعت فيما هو فيه الآن، فإن اليوم عيد في الأرض يوم المغفرة لحجاج بيت الله الحرام وكيف لا؟

والله تبارك وتعالي يباهي بأهل عرفة ملائكته ويقول يا ملائكتي انظروا عبادي أتوني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي و لم يروا عذابي أنفقوا الأموال واتعبوا الأبدان وتركوا الأهل والأولاد أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم” فاليوم يوم المغفرة يوم الرحمة يوم الإحسان إلي الآباء والأمهات, فهذا هو نبى الله إسماعيل عليه السلام ضرب لنا أعظم الأمثلة في البر والإحسان ولم لا وقد مدحه الله في قرآنه عندما أخبره أبوه بالرؤيا التي رآها في المنام، فيقول تعالى فى سورة الصافات ” فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى ” فلو كان هذا الابن في عصرنا لوصف أباه بالجنون والتخريف.

لكن نبى الله إسماعيل عليه السلام أراد أن يعلم أبناء هذا الجيل أبناء النت والفيس بوك وتويتر والانستجرام وسناب شات، الذين فسدت عقولهم، وماتت مشاعرهم، ونكست فطرتهم،أراد أن يعلمهم دروسا في البر والإحسان إلى الآباء والأمهات, فنبى الله إسماعيل عليه السلام يضرب مثالا في البر لا مثيل له عندما قال لأبيه “يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين” والمعنى هو يا أَبتى لا تأخذ رأيي ولا تنتظر مشورتي نفذ ما أمر ك به مولاك الله أكبر الله أكبر الله اكبر.

 

 

خطبة عيد الأضحى السادسة

https://www.ikbariyaajel.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم