متابعة : سوزان مصطفى
نشر رواد صفحات التواصل الاجتماعي في محافظة الغربية “هاشتاج” بعنوان “حق بسنت لازم يرجع”
وذلك عقب انتحارها بسبب ابتزازها بصورة مفبركة لها وهي عارية.
بدأت أحداث الواقعة منذ عدة أيام بتداول صور مفبركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها وجه الفتاة، ”
بسنت.خ” ما أصبح حديث الأهالي في المنطقة التي تسكن فيها، ودفعها للتفكير في الانتحار عبر ابتلاع قرص
حفظ الغلال السام، المعروف إعلاميًا بـ”الحبة القاتلة.
وتم إخطار اللواء هاني عويس، مدير أمن الغربية، ببلاغ من نقطة مستشفى جامعة طنطا يفيد باستقبال فتاة تدعى
“بسنت.خ.ش” في العقد الثاني من عمرها إلى المستشفى في حالة متأخرة، بسبب، تناولها حبة الغلال سامة، وتوفيت في الحال.
واتضح بعد ذلك أن الفتاة أقدمت على الانتحار هربًا من الضغط النفسي الذي وقع عليها بسبب صورة عارية مفبركة لها،
ففضلت الانتحار وتركت رسالة لوالدتها تنفي فيها صلتها بالصور المفبركة.
وجاء في نص الرسالة التي تركتها الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا: “ماما يا ريت تفهميني أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة
العظيم وقسماً بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلّي ده أنا جالي اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد”.
وعن رأي الأزهر في ذلك قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن اتهام الناس بالباطل،
والاحتيال في نسبة الزور إليهم بالافتراء والبهتان جريمة لا إنسانية خبيثة، قرنها الله تعالى -في النهي عنها-
بعبادة الأصنام؛ فقال تعالى: «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» [الحج: 30]، والزور هو فُحش الكذب، والفجور فيه.
وشدد مركز الأزهر، في فتوى لها، على أن ابتزاز الناس بالاتهامات المُنتحَلة من خلال الصور المزيفة باستخدام البرامج الحديثة
أو غيرها من الطرق التي يمكن بها الطعن في أعراض الناس وشرفهم؛ إنما هو إفك بغيض وإيذاء بالغ وبهتان مُحرَّم،
حذَّر منه المولى سبحانه، ومن مغبة ارتكابه، والخوض فيه؛ فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ
شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ» [النور: 11].
واستشهد بقوله تعالى: «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا» (الأحزاب: 58).
وذكر : «أنه لآثار هذه الجريمة النكراء على الأفراد والمجتمعات، في الواقع الحقيقي والافتراضي،
ولتحقيق غايات الإسلام العليا في حفظ النظام العام، ومنظومة القيم والأخلاق؛ توعَّد الله تعالى فاعل هذه الجريمة بالعذاب في الدنيا والآخرة،
وحَرَمَه من رحمته سُبحانه؛ فقال: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» [النور: 19] وقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ». [النور: 23]
وشدد على أنه لا ينبغي أن يكون الإنسان مُتجاوزًا لحدود الله سبحانه، خائضًا في أعراض الناس؛
إذ هو بذلك يهون في عيون الخلق، ويسوء مآله عند الخالق سبحانه.
وأوضح مؤكداً على انه ينبغي على المسلم أن ينشغل بمعالي الأمور ممَّا يعود عليه وعلى مجتمعه بالنَّفع
في الدين والدنيا والآخرة، لا أن ينشغل بصغائرها، وما لا شأن له به؛ فعن سيدنا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما
مرفوعًا أن سيدنا رسول الله ﷺ قال: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأمُورِ وأَشرَافَهَا، ويَكْرَهُ سَفْسَافَهَا».