دين ومجتمع

رجال حول الرسول /أبو الدرداء/

رجال حول الرسول

رجال حول الرسول /أبو الدرداء/

سناء منذر 

في الوقت الذي كانت جيوش الاسلام تضرب في مناكب الأرض وتتقدم منتصرة، كان يقيم بالمدينة فيلسوف عجيب.. وحكيم تتفجر الحكمة من جوانبه في كلمات تناهت نضرة وبهاء … وكان دوما يقول لمن حوله:

” ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند باريكم، وأنماها في درجاتكم، وخير من أن تغزو عدوّكم، فترضبوا رقابهم ويضربوا رقابكم، وخير من الدراهم والدنانير”.؟؟فيسألونه:
” أي شيء هو.. يا أبا الدرداء.؟؟
فيقول ووجهه بالايمان والحكمة:ذكر الله ولذكر الله اكبر
ولقد كان حكيم تلك الأيام العظيمة أبو الدرداء رضي الله عنه انسانا يتملكه شوق عارم الى رؤية الحقيقة واللقاء بها..
و آمن بالله وبرسوله ايمانا وثيقا، وبما في هذا الايمان من واجبات وفهم، ليكون طريقه الأمثل والأوحد الى الحقيقة..
وهكذا عكف على ايمانه مسلما الى نفسه، وعلى حياته يصوغها بعزم، ورشد، وعظمة..
ومضى على الدرب حتى وصل.. وعلى الطريق حتى وصل إلى مرحلة التفاني الرهباني. فجمع الحكمة والايمان.
وكان يحضّ اخوانه على التأمل والتفكّر ويقول لهم:
” تفكّر ساعة خير من عبادة ليلة”.
ويوم اقتنع بالاسلام دينا، وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الدين الكريم، كان تاجرا ناجحا من تجار المدينة النابهين، وكان قد قضى شطر حياته في التجارة قبل أن يسلم، بل وقبل أن يأتي الرسول والمسلمون المدينة مهاجرين..
قال:
أردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم يجتمعا..
فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة.
وما يسرّني اليوم أن أبيع وأشتري فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار، حتى لو يكون حانوتي على باب المسجد..
ألا اني لا أقول لكم: ان الله حرّم البيع..
ولكني أحبّ أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله”..!!
لقد كان رجلا دفع الدنيا بكلتا راحتيه، وزادها بصدره..
رجل عكف على نفسه وصقلها وزكّاها، وحتى صارت مرآة صافية انعكس عليها من الحكمة، والصواب، والخير، فكان معلما عظيما وحكيما قويما..
من اقواله:
” من لم يكن غنيا عن الدنيا، فلا دنيا له”
” ليس الخير أن يكثر مالك وولدك، ولكن الخير أن يعظم حلمك، ويكثر علمك، وأن تباري الناس في عبادة الله تعالى”
ويقول مقدسا للعلم:
” لا يكون أحدكم تقيا جتى يكون عالما..”
هذا هو أبو الدرداء الزاهد، العابد، الأوّاب. الذي كان اذا أطرى الناس تقاه، وسألوه الدعاء، أجابهم في تواضع وثيق قائلا:
” لا أحسن السباحة.. وأخاف الغرق”..!!.
لقد كان تربية الرسول عليه الصلاة والسلام … وتلميذ القرآن..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم