بقلم /هند عجمي
اشتهرت مصر بالصناعات الحرفية منذ عصور القدماء المصرين مرورا بالعهد الروماني ثم الاسلامي نظرا
الي توافر الموارد في البيئة المحلية لمصر التي تعتمد عليها هذه الصناعات مثل النخيل ومنتجات الاخشاب ،
اما في البيئة الزراعية والصحراوية نجد صناعات المنتجات الحيوانيه كالوبر والصوف والشعر والجلود ،
اما المعادن تخرج من المناطق الغنية بالثروة المعدنية مثل النحاس والذهب والفضة والحديد وايضا انتشرت صناعة المنسوجات
والتطريز والحياكة والدباغة ، كما كان هناك صناعات مثل النجارة والخراطة وصناعة الفخار والزجاج والحصير والسلال .
استخدم المصري القديم المنسوجات في مختلف جوانب حياته كأحتياجه اليها في ملابسه لتقيه من حر الصيف
وبرد الشتاء واستخدمها كمفروشات واستخدمها ايضا ليكسب من ورائها لتكون تجارته ، كما استخدمها عند بناء اشرعة المراكب ،
وفي معابده قدمها كقرابين للالهه ، وعند موته استخدمها في التحنيط للف جسد الميت بها لينعم بالحياة في عالمه الاخر .
لقد بدأت صناعة النسيج بمراحله الاولية في مصر القديمة ثم تطورت كصناعة محلية في العصرين اليوناني
والروماني فقد كان النسيج له خصائص فنيه مميزة تفوق بها المصرين ، واصبحت صناعة متوارثة وراسخه
في المجتمع ولكنها شهدت تطور هائل منذ دخول المسيحية مصر حتي عرف باسم المنسوج القبطي .
أما في العصر الاسلامي خلت قطع المنسوجات من التصوير سواء الانسان او الحيوان لان التجسيم كان محرما
في الفكر الديني انذاك ، ولكن كانت تحتوي علي العناصر الهندسية النباتية ، لان ذلك الزخرفه اخذت هوي العرب
والمسلمين فاستبدلوها فقط بدا من اندثارها ، فقد عثر علي بعض قطع القماش في بعض المتاحف الاثرية عليها كتابة
بالخط الكوفي تدل علي انها من العهد الاسلامي وايضا بعض القطع منقوش عليها زخارف قبطية في طرازها
تألف تلك المنسوجات المصنوعة في اقليم الفيوم .
دخلت صناعة المنسوجات بقطعها المميزة في تجارة الاثار نظرا لاهميتها في الكشف عن كونها مصدر هام للمعلومات
عن الطبقات الاجتماعية والحياة اليومية ومعتقدات وعادات المصرين والتي انجبت العديد من الرسوم علي الملابس
والزخارف علي الاثواب للحكام ورجال الامن والعامة والصناع وصنعت غالبية المنسوجات من الصوف والياف الكتان
في حين ندر استخدام القطن ولعب الحرير الدور الاكبر في صناعة النسيج .
وقد كان هناك العديد من المراكز الاساسية لصناعة النسيج إهناس ، إخميم ، الفيوم ، شطا ، تونة ، الاشمونين ،
تنيس ، دمياط ، اسيوط ، الاسكندرية ، و دميرة .
تنقسم صناعة المنسوجات حسب طرازها الفني إلي ثلاث عصور :
النسيج الاغريقي الروماني ويمتد من القرن الاول الي الثالث الميلادي وتتميز منسوجات تلك الفترة بالرسوم الادمية
والحيوانية بالاضافة الي النباتية الهندسية وتتميز تلك الرسوم بالطبيعية الصادق فهي مليئة بتفاصيل الحياة وتنظيم حركة وتوزيع الالوان فيها .
منسوجات عصر الانتقال
تمتد من القرن الرابع الي نهاية القرن الخامس الميلادي ومنسوجات هذه الفترة هي حلقة الوصل بين منسوجات
العصر اليوناني الروماني والعصر الذي يليه الا وهو القبطي ، وقد تميزت منسوجات تلك الفترة بتفاصيل الحياة
والطبيعة ولكن غلب عليها استعمال الرموز المسيحية .
منسوجات العصر القبطي :
وامتدت من القرن السادس الي التاسع الميلادي واتخذت لنفسها طابع يميزها عن غيرها من المنسوجات
السابقة من رموز الاشخاص والحيوانات .
فيما تم ذكره سابقا عند دخول العصر الاسلامي اخذت المنسوجات هوي العربي المسلمين فلم يتخلوا
عن النسيج المصري ولكن عدلوا من طرازه لكي يتفق مع هوية الطابع الاسلامي وتعاليمه .
واخذ اقباط مصر في صناعة كسوة الكعبة ، وقد كانت الكسوة في عهد الفاطميين بيضاء اللون ،
حاول الكثير من البلاد نيل شرف ارسال كسوة الكعبة منهم اليمنيون والعراقيون وتونس وغيرهم ولكن فشلت محاولتهم
وظلت تنقل الكسوة من مصر الي بلاد الحرمين حتي حكم الرئيس جمال عبد الناصر عام ١٩٦٢ ثم انتقلت صناعة كسوة الكعبة
الي المملكة العربية السعودية .