منوعات

زامر الحي لا يطرب

زامر الحي لا يطرب

زامر الحي لا يطرب

سناء منذر

زامر الحي لا يطرب هو أحد الأمثال العربية القديمة التي انتشرت في منطقة الخليج ، و تعني أن مطرب الحارة لا يطرب ساكنيها وذلك لكثرة عزفه ، الذي يعتاد الناس عليه فيصبح حينها بلا قيمة لديهم لأنه لا يقدم أي جديد، ويضرب هذا المثل حينما يلقى المرء من ناسه نكرانًا ، ويشعر معهم بتدني القيمة .

قصة المثل :

يحكى أن زمارا برع في العزف على مزماره فكان كل ليلة قبل مغيب الشمس ، يخرج ألته ويؤنس وحدته وهو يرعى قطيعه من الغنم ، فكان الشاب يشدو بأجمل الألحان التي تنقلها الرياح لأهل قريته ، فيستمعون لمطلعها ثم ينشغلون بأعمالهم رغم عذوبة ألحانه ، وكان إن مر بينهم لا يعيرونه اهتماما ولا يشعرونه بحلاوة ما يصنع .

ظل الشاب على حاله يعزف كل يومٍ دون أن يحفزه احد ، حتى مر عليه واحدًا من الرحالة في يومٍ من الأيام فاستوقفته ألحانه ، وطلب منه أن يرافقه في مقابل أن يمنحه كل شهر ألف درهم ، فوافق الشاب على عرض الرجل الرحالة وسافر معه إلى قرية ليست ببعيدة ، وهناك أعلنوا عن حفلة كبيرة عزف بها الشاب أعذب الألحان ، ونال رضا وتصفيق الجمهور .

وهكذا حفلة تلو الأخرى ذاع صيت الفتى واشتهر في كل القرى المجاورة ، ولما اغتنى الزمار واشتهر تمنى أن يعود إلى قريته ، وطلب من الرحالة أن يذهب معه هناك ويقوما معًا بعمل حفلة كتلك الحفلات التي أقاموها في القرى المجاورة ، ولكن نصحه الرحالة بعدم الذهاب لأن قريته لا فن فيها ولا مال .

لأهله وأبناء قريته جعله يلح على الرحالة في الذهاب ، وبالفعل ذهب الاثنان معًا في موكب مهيب ، وحينما وصل الشاب أخذ يتأمل ربوته التي كان يجلس عليها ويعزف أول ألحانه ، وحينما دخل الشاب اجتمع حوله الناس ولكن لرؤية من صاحب الموكب المهيب ، ولما خرج عليهم لم يعرفوه من حسن مظهره وثراءه ، حينها ابتسم الشاب وأخرج نايه وأخذ يشدو به أجمل الألحان التي طالما سمعها الناس في قريته .

ولما انتهى الشاب من لحنه انتظر سماع صوت المصفقين ، ولكنه لم يجد حوله سوى اثنان واحد منهما هو الرحالة والثاني شيخ عجوز ، فقال له الرحالة : إن زامر الحي لا يطرب ، وأما الشيخ العجوز فقال له : ”أخطأت إذ أتيت، وأخطأت إذ تدنيت، وأخطأت إذ تمنيت“ .

فسأله الشاب عن مقصده فقال الشيخ الحكيم أما الأولى: ” فأخطأت إذ أتيت من أرضٍ رحبت بك لأرضٍ طردتك ، فليس بعد الزيادة إلا نقصان ، وأما الثانية : ”فأخطأت إذ تدنيت وكان يقصد بقوله ذلك الرحالة الذي كان يعطيه ألف درهم ويكسب من وراءه ألف دينار ، وأما الثالثة: ”فأخطأت إذ تمنيت أن تجد الخير في أهلك بعد أن وجدته في غيرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم