كتب:شيرين رفعت
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي للسيد بيدرو سانشيز رئيس الحكومة الإسبانية،
حيث تم عقد مباحثات ثنائية موسعة حول سبل توطيد العلاقات بين البلدين، ذلك في زيارة وصفت بانها ليست بروتوكولية .
كما رحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس وزراء مصر ، بالاتفاق مع رئيس حكومة إسبانيا على تجديد بروتوكول التعاون
المالي بين حكومتي البلدين بقيمة نحو 400 مليون يورو، والذي سيكون له بالتأكيد أبلغ الأثر في إعطاء دفعة قوية للشركات الإسبانية
الكبرى لتطوير شراكتها المتميزة مع مصر لآفاق جديدة.
وأكد رئيس الوزراء على رغبة الحكومة المصرية في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات،
والعمل على إنجاح مشروعات التعاون القائمة حاليًا، لاسيما مشروع التعاون القائم مع شركة “تالجو” (Talgo) في مجال النقل،
ومشروع التعاون مع شركة “جريفون” (Grifols) في مجال تجميع وتصنيع البلازما، ومشروع التعاون مع شركة “
سيمنز جاميسا” (Siemens Gamesa) في مجال توليد الكهرباء من طاقة الرياح، باعتبارها
نماذج متميزة للشراكة التي تعود بالمصلحة المشتركة على الجانبين، كما تقدم بالشكر لشركة “اف سي سي أكواليا (FCC Aqualia)”
لإدارة المياه على تعاونها المستمر مع الحكومة المصرية في مجال معالجة المياه خلال الفترة الماضية.
كما أعرب عن تقديره للتعاون القائم مع “الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية”
في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر، لا سيما الاستفادة من الخبرات الإسبانية في مجالات الصوب الزراعية،
والري، وترشيد استخدامات المياه، مبديًا تطلعه لتطوير هذا التعاون بالشكل الذي يتسق مع الاحتياجات الفعلية والمتطلبات الوطنية المصرية،
خاصة فيما يتعلق بمشروعات البنية التحتية ومشروع “حياة كريمة” لتنمية وتطوير الريف المصري.
ومن ناحيته أكد السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مصر الآن تعتبر فرصة واعدة للاستثمارات الإسبانية،
لاسيما في ظل ارتباطها باتفاقيات التعاون الاقتصادي المشترك مع أفريقيا والدول العربية، بالإضافة إلى وجود منطقة قناة السويس بها،
واتجاهها للتحول لمركز إقليمي للطاقة استفادةً من اكتشافات غاز شرق المتوسط.
وأوضح علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية أن زيارة رئيس وزراء إسبانيا لمصر ليست بروتوكولية لأنها تضم وفد استثماري ضخم،
مما يعكس حرص الجانب الإسباني على تعزيز سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين وتحديدًا في قطاعات السيارات والجلود والمنسوجات والطاقة وإنشاء
المدن الذكية، بالإضافة إلى اللوجستيات والزراعة، مشيرًا إلى أن اللقاء شهد أيضًا بحث سبل التعاون بين الشركات المصرية العاملة
في إفريقيا مع الشركات الإسبانية لإعادة إعمار الدول الأفريقية.
و أكد الإعلامي محمد مصطفى شردي أنه فى إطار استعادة مصر لمكانتها الدولية وجهود المسؤولين للنهوض بالاقتصاد المصري،
فإن جميع الدول تحرص على تقوية علاقاتها معها والبحث عن فرص للاستثمار بها، ومن هنا جاءت زيارة رئيس الحكومة الإسباني لمصر.
ورحب الدكتور عبد المنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية بتدشين مجلس الأعمال المصري الإسباني لأنه سيساهم في زيادة
حجم التبادل التجاري بين الجانبين وزيادة فرص الاستثمار الإسباني فى مصر، لاسيما فى ظل ما حققته مصر من نمو اقتصادي أثناء جائحة كورونا.
وعن أهمية الزيارة من الناحية السياسية، أشار الدكتور أيمن سمير الخبير في العلاقات الدولية أن العلاقات التي تربط بين مصر وإسبانيا وطيدة وقديمة،
وهناك مجالات كثيرة للتعاون ما بين البلدين فى المجالات السياسية، خاصةً مع وجود توافق فى الرؤى في مجال مكافحة الإرهاب وقضية السلام والاستقرار
في الشرق الأوسط، حيث إن إسبانيا تنظر لمصر باعتبارها محور الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تقدر دور مصر فى ملف الهجرة غير
الشرعية.
وحول تصريح الرئيس خلال لقائه برئيس الوزراء الإسباني بخصوص سد النهضة، أشار الإعلامي عمرو عبد الحميد إلى أن الرئيس استثمر
هذا اللقاء وأرسل رسائل للمجتمع الدولي بشأن قضية سد النهضة مفادها التحذير من سياسة فرض الأمر الواقع.
وأكد الدكتور عماد الدين حسين عضو مجلس الشيوخ أن مصر تحاول استغلال كل موقف لبناء جدار من الدعم الدولي لموقفها في قضية سد النهضة.
وكان قد صرح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين،
أشارت إلى ما تعكسه هذه الزيارة من التزام الجانبين باستمرار العمل على توطيد العلاقات القوية بينهما، ومؤكدًة حرص مصر على استمرار التنسيق
الوثيق ودفع أوجه التعاون بين البلدين، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية.
كما تناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، حيث تم التوافق في هذا الإطار بشأن إنشاء لجنة وزارية مشتركة
تعقد اجتماعاتها بصفة دورية بالتناوب بين البلدين.
كما تم التطرق إلى إطلاق “مجلس الأعمال المصري الإسباني المُشترك” على هامش الزيارة الحالية، وذلك بهدف دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري
والاستثماري بين البلدين إلى آفاق أرحب، فضلًا عن التباحث بشأن تعظيم التعاون في عدد من المجالات الثنائية ذات الاهتمام المشترك، كالبنية التحتية والطاقة
ومعالجة المياه والسياحة، إلى جانب قطاع النقل في مصر، وكذا قطاع الرعاية الصحية، لاسيما في مجال تجميع وتصنيع مُشتقات بلازما الدم، وكذلك مكافحة
كورونا وتصنيع اللقاحات.
كما تم مناقشة آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، لاسيما تطورات الملف الليبي، حيث حرص رئيس الحكومة الإسبانية على الإشادة
بالجهود المصرية في هذا الخصوص لمعالجة مختلف أبعاد القضية، وذلك تحت القيادة الحكيمة من الرئيس، مؤكدًا حرص إسبانيا على مواصلة التعاون
والتنسيق المكثف بين البلدين في هذا الملف المهم، وصولًا إلى التسوية السياسية الشاملة للأزمة.
مرتبط
زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل
هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟
لا
نعم