متابعة : سوزان مصطفى
يصاب الكثير من الأشخاص بأنواع مختلفة من الضغوط في مجال عملهم؛ لأسباب مختلفة ويصابون
بلحظات ممتلئة بالضغط وشعور بمزيد من الطاقة السلبية والإحباط، وأحيانا الاكتئاب؛ لذلك تتحدث
الدكتورة روزي شروت أستاذة مساعدة في التنمية البشرية ودراسات الأسرة عن أهمية العلاقات الحميمية
في حياة الفرد في هذه اللحظات للنجاة من الصعوبات التي تقابل الفرد في مجال عمله.
وذكرت شروت: “يمكن أن يغير ضغط العلاقة مع شريك حياتك جهاز المناعة والغدد الصماء والقلب
والأوعية الدموية، ووجدت دراسة أجريت على المتزوجين حديثًا أن مستويات هرمونات التوتر كانت أعلى
عندما كان الأزواج في حالة من الصراع أو العلاقة تمر بتوترات أو نزاع أو خلافات متعددة”، وفق مقالها
لموقع “ذا كونفيرزيشن”.
وأكملت: “كطبيب نفسي في مجال الصحة الاجتماعية، طورت نموذجًا لكيفية تأثير الشركاء وضغوطهم
على الصحة النفسية والبيولوجية لبعضهم البعض، من خلال ذلك وأبحاث أخرى تعلمت أن جودة
العلاقات الحميمة أمر بالغ الأهمية لصحة الناس”.
ووجد الباحثون، بناءً على عينة الدراسة كان الرجال في منتصف العمر وكبار السن يعانون من ارتفاع
ضغط الدم في الأوقات التي أبلغت فيها زوجاتهم عن إجهاد في علاقاتهم، والشركاء الذين شعروا أنهم لم
يتلقوا الرعاية أو الفهم كان لديهم معدل وفيات أعلى بعد 10 سنوات بالمقارنة مع أولئك الذين شعروا
بمزيد من الرعاية والتقدير من قبل شركائهم، وفق لما ذكرته “شروت” في مقالها.
واضافت: “الكورتيزول هو هرمون يلعب دورًا رئيسيًا في استجابة الجسم للتوتر، يتميز الكورتيزول بإيقاع
نهاري ، لذلك عادة ما تكون مستوياته في أعلى درجاتها بعد الاستيقاظ بفترة وجيزة ثم تنخفض تدريجيًا
خلال النهار، لكن الإجهاد المزمن يمكن أن يؤدي إلى أنماط غير صحية للكورتيزول، مثل انخفاض مستويات
الكورتيزول عند الاستيقاظ أو عدم تناقص الكورتيزول كثيرًا بنهاية اليوم، وجدت أنا وزملائي أن الصراع
يغير مستويات الكورتيزول لدى الأزواج في اليوم الذي كان لديهم فيه خلاف أو مشكلة، الأشخاص الذين
يعانون من شركاء مجهدين استخدموا سلوكيات سلبية ولديهم مستويات أعلى من الكورتيزول حتى بعد
أربع ساعات من انتهاء الموقف، وتشير هذه النتائج إلى أن الخلافات الحادة مع الشريك الذي يتعرض
لتوتر بالفعل يمكن أن يكون له آثار صحية بيولوجية مستمرة لوقت طويل على أنفسنا”.
ونوهت شروت، وفق لخبرتها في مجال الصحة النفسية المرتبطة بالأسرة والعلاقات الاجتماعية، أنه من
الضروري الحديث بين الشركاء بهدوء وخلق لغة للنقاش، ومحاولة تفهم مبررات ودوافع الشريك أثناء
غضبه وتقبله.
وقالت: “تذكر أن الشعور بالرعاية والفهم من قبل الشريك مفيد لصحتك العاطفية ويعزز أنماط
الكورتيزول الصحية؛ لذا فإن التواجد مع بعضكما البعض والاستماع إلى بعضكما البعض يمكن أن
يكون له آثار صحية جيدة لك ولشريكك.