علوم وتكنولوجيا

علماء الفلك يكتشفون قزما قديما مع رواسب الليثيوم

متابعة | سوزان مصطفى

الأقزام البنية والمعروفة أيضاً بإسم “الأقزام الملونة بلون القهوة” أو “النجوم الفاشلة”

هي الرابط الطبيعي بين النجوم والكواكب.إنّها أضخم من كوكب المشتري ولكنّها الآن كافية لحرق الهيدروجين وهو الوقود

الذي تستخدمه النجوم للتألق.لهذا السبب لم يتم ملاحظة هذه الأجسام تحت النجمية حتى إكتشفها المراقبون في منتصف التسعينيات

.إنّها مثيرة للإهتمام بشكل خاص لأنّه كان من المتوقع أن يتمكن بعضها من الحفاظ على محتواها السليم من الليثيوم والذي يُعرف أحياناً بإسم “البترول الأبيض”
بسبب ندرته وأهميته.

وأكتشف علماء الفلك في السنوات العشرين الماضية وتتبعوا الحركات المدارية لثنائيات تشكلها الأقزام البنية في الجوار الشمسي

.لقد حددوا كتلهم ديناميكياً بإستخدام قوانين كبلر الصيغ الرياضية التي أنتجها يوهانس كيبلر في القرن السابع عشر

لوصف حركات الأجسام الفلكية التي تتحرك تحت تأثير الجاذبية المتبادلة مثل النظام الذي تشكله الأرض والشمس

.وفي بعض هذه الأنظمة يكون للمكون الأساسي كتلة كافية لحرق الليثيوم

بينما قد لا يحتوي المكون الثانوي على هذه الكتلة.ومع ذلك لم يتم إختبار النماذج النظرية حتى الآن.

وبإستخدام مقياس الطيف OSIRIS على Gran Telescopio Canarias (GTC ، أو Grantecan)

حالياً أكبر تلسكوب بصري وأشعة تحت الحمراء في العالم في مرصد Roque de los Muchachos (ORM)

وهو فريق من الباحثين في Instituto de Astrofísica de Canarias (IAC) )

و Instituto Nacional de Astrofísica، Óptica y Electrónica (INAOE) قاما بملاحظات طيفية عالية الحساسية

بين فبراير وأغسطس من هذا العام من ثنائيين مكونين من الأقزام البنية.

ولم يكتشفوا الليثيوم في ثلاثة منهم لكنّهم عثروا عليه في ريد 1 ب أضعف وأروع من الأربعة

.ومن خلال القيام بذلك توصلوا إلى إكتشاف رائع وهو ترسبات الليثيوم الكونية التي لم يتم تدميرها

والتي يعود أصلها إلى ما قبل تشكيل النظام الذي ينتمي إليه Reid 1B

. إنّه في الواقع أروع وأضعف جسم خارج المجموعة الشمسية حيث تم العثور على الليثيوم بكمية تزيد 13 ألف مرة عن الكمية الموجودة على الأرض

.هذا الجسم الذي يبلغ عمره 1.100 مليون سنة وكتلة ديناميكية أكبر بـ 41 مرة من كتلة المشتري

(أكبر كوكب في النظام الشمسي) يبعد عنا 16.9 سنة ضوئية.

وتسمح ملاحظات الليثيوم في الأقزام البنية بتقدير كتلها بدرجة من الدقة بناءً على التفاعلات النووية.

ويجب أن تكون الكتل الحرارية النووية الموجودة بهذه الطريقة متوافقة مع الكتل الديناميكية الموجودة مع قدر أقل من عدم اليقين من التحليل المداري.

ومع ذلك وجد الباحثون أنّ الليثيوم محفوظ حتى الكتلة الديناميكية التي تقل بنسبة 10٪ عن تلك التي تنبأت بها أحدث النماذج النظرية.

ويبدو أنّ هذا التناقض مهم،ويشير إلى أنّ هناك شيئاً ما في سلوك الأقزام البنية ما زلنا لا نفهمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم