متابعة | سوزان مصطفى
إكتشاف جديد يلقي الضوء على كيفية تكوّن الفلور – عنصر موجود في العظام والأسنان مثل الفلورايد – في الكون.
وبإستخدام مصفوفة Atacama Large Millimeter / submillimeter Array (ALMA) التي يُعد فيها المرصد
الأوروبي الجنوبي (ESO) شريكاً،وأكتشف فريق من علماء الفلك هذا العنصر في مجرة بعيدة جداً،وأستغرق ضوءها أكثر
من 12 مليار سنة تصل إلينا.وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها رصد الفلور في مثل هذه المجرة البعيدة المكونة للنجوم.
ويقول ماكسيميليان فرانكو من جامعة هيرتفوردشاير في المملكة المتحدة الذي قاد الدراسة الجديدة : “نعلم جميعاً عن الفلور لأنّ
معجون الأسنان الذي نستخدمه يومياً يحتوي عليه في شكل فلوريد” .
ورصد فرانكو ومعاونوه الفلور (على شكل فلوريد الهيدروجين) في السحب الكبيرة من الغاز
في المجرة البعيدة NGP –190387 ،والتي نراها عندما كان عمر الكون 1.4 مليار سنة فقط أي حوالي 10٪ من تياره
الحالي.ونظراً لأنّ النجوم تطرد
العناصر التي تشكلها في نواتها عند وصولها إلى نهاية حياتها ،فإنّ هذا الإكتشاف يعني أن النجوم التي خلقت الفلور لا بد أنها
عاشت وماتت بسرعة.ويعتقد الفريق أنّ نجوم وولف رايت النجوم الضخمة جداً التي تعيش بضعة ملايين من السنين فقط وميض
عين في تاريخ الكون وهي على الأرجح مواقع إنتاج الفلور.ويقولون إنّهما ضروريان لشرح كميات فلوريد الهيدروجين التي
رصدها الفريق.
وتم إقتراح نجوم وولف-رايت كمصادر محتملة للفلور الكوني من قبل لكن علماء الفلك لم يعرفوا حتى الآن مدى أهميتها
في إنتاج هذا العنصر في الكون المبكر.ويقول فرانكو: “لقد أظهرنا أنّ نجوم وولف-رايت التي تعد من بين أضخم النجوم
المعروفة ويمكن أن تنفجر بعنف مع وصولها إلى نهاية حياتها ،
تساعدنا بطريقة ما في الحفاظ على صحة أسنان جيدة”.وإلى جانب هذه النجوم تم طرح سيناريوهات أخرى لكيفية إنتاج الفلور
وطرده في الماضي.ومن الأمثلة على ذلك نبضات النجوم العملاقة المتطورة ذات الكتل التي تصل إلى عدة أضعاف كتلة شمسنا
،وتسمى النجوم المتفرعة العملاقة المقاربة.لكن الفريق يعتقد أنّ هذه السيناريوهات التي يستغرق بعضها مليارات السنين لحدوثها
قد لا تفسر بشكل كامل كمية الفلور في NGP – 190387.
علماء الفلك يكشفون عن الفلورين بمجرة تشكل النجوم.