متابعة | سوزان مصطفى
لا شيء للأكل،لا شيء للزراعة.سقط آخر مطر في إيفوتاكا
في مايو لمدة ساعتين.عبر الطرف الجنوبي الشاسع لمدغشقر،
حوّل الجفاف الحقول إلى أوعية غبار.يواجه أكثر من مليون شخص المجاعة.
وعبر عشرات الآلاف من الأفدنة،الريف مهجور.يبدأ موسم الحصاد في أكتوبر،
تاركاً أسابيع طويلة وقليلة قبل ظهور المحاصيل الهزيلة.
بعض القرى مهجورة.في حالات أخرى يجب أن يعمل الناس في الحقول،لكنّهم بدلاً من ذلك يعانون في المنزل.
لا يوجد شيء لتحصده.الجوع يثقل كاهل الناس سواءً في العقل أو الجسم
.يتحركون ببطء ويكافحون لمتابعة المحادثة.وتقول هيلمين سجا 60 عاماً وأم لستة أطفال في قرية تسمى أتوبي:
“أشعر بالمرض والقلق كل يوم أتساءل عما سنأكله”.وأرسلت منظمة أطباء بلا حدود عيادة متنقلة للسفر من قرية إلى أخرى.
وفي أنكيليدوجا يحضر زوجان مسنان وابنتهما وجبة من الأعشاب البرية ويتبلونها بالملح لتقليل المرارة.
في الأوقات الأفضل تم التخلص من هذه الأعشاب. لكن محاصيلهم من الذرة والكسافا والبطاطا الحلوة باءت بالفشل.
وقريتهم بها خزان لتجميع مياه الأمطار. لا أحد يستطيع أن يتذكر آخر مرة كان فيها ممتلئاً.وقالت كازي زوروتاني ، 30 عاما ،
وأم لأربعة أطفال: “لم أتلق أي مساعدة منذ شهرين”. “تلك المرة الأخيرة في يونيو أعطتني الحكومة بعض المال حوالي 26 دولاراً (22 يورو)”.
وتقول الأمم المتحدة إنّ الجفاف الحالي هو الأسوأ منذ 40 عاماً.ويصيب سوء التغذية جنوب مدغشقر بإنتظام.
لكن الجفاف الحالي هو الأسوأ منذ 40 عاماً وفقًا للأمم المتحدة التي تلقي باللوم على تغير المناخ في الأزمة”.
وحول بلدة إيفوتاكا قال الناس :”إنّ الحكومة جلبت بعض الأرز والفاصوليا والزيت.لكن ذلك كان في أغسطس.
من بين 500 شخص تم تخصيصهم للمساعدات المالية حصل حوالي 90 على 26 دولاراً.
وأرسلت منظمة أطباء بلا حدود عيادة متنقلة للسفر من قرية إلى أخرى.
ويتشبث الأطفال بعبوات “ممتلئة الجسم،وهي عجينة بنكهة زبدة الفول السوداني مصممة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية الحاد
.ومن خلال حشود الإنتظار يكتشف الممرضون والمساعدون الحالات الأكثر إلحاحاً ويوجهونها إلى مقدمة الصف.
ويتم وزن الأطفال الصغار في دلو أزرق.ويتم لف أشرطة القياس حول أذرعهم الصغيرة للحصول على إشارة إلى مدى سوء التغذية الحاد لديهم.
وفي بيفينو قرية أخرى جاء زابيديسوا البالغ من العمر تسع سنوات مع جدته
.إنّه بطيئ وعيناه تبدوان شاغرتين.يبلغ وزنه 20 كيلوغراماً (44 رطلاً)
وتظهر عليه أعراض مقلقة ويتم إعطاؤه الأدوية والمكملات الغذائية.ويزن ساتينومبيو البالغة من العمر خمس سنوات وذو الشعر القصير 11 كيلوغراماً فقط.
إنّها تعاني من سوء التغذية الحاد لكنّها خائفة من الأطباء تتشبث بسروال والدها الأصفر وتبكي.
عبر عشرات الآلاف من الأفدنة الريف مهجور.ويتم إرسال العائلات إلى المنزل بإمدادات غذائية تكفي لأسبوعين بناءً على عدد الأطفال في المنزل.