كتب – شيرين رفعت
على مدار الأيام الماضية، كان العالم أجمع على موعد مع سلسلة من مظاهر التغير المناخي غير المسبوقة،
وأخذت فرق الإنقاذ عبر العالم تسابق الزمن للعثور على الناجين في ظل ارتفاع أعداد القتلى والمفقودين جرَّاء الفيضانات
التي ضربت عددًا من الدول الأوروبية، أبرزها: ألمانيا، وبلجيكا، وسويسرا، ولوكسمبورج، وهولندا،
وأودت بحياة ما يربو على 180 شخصًا، في كارثة غير مسبوقة منذ عقود.
والأمر لم يقتصر على الفيضانات فحسب، بل شهدت عدد من دول العالم موجات حر استثنائية، والتي لم تكن مصر بمنأى عنها،
وتكفي الإشارة في هذا السياق إلى التحذيرات التي أطلقها مركز الأرصاد الجوية الروسي في ضوء وصول درجات الحرارة إلى 32 درجة مئوية،
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ قرن من الزمن، ولم تكن دول منطقة الشرق الأوسط بأوفر حظًا؛
إذ التهمت حرائق الغابات نحو 20 مليون متر مربع من المساحات الخضراء شمال لبنان،
وخرجت عن نطاق السيطرة لتمتد نحو الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا.
فضلًا عن ذلك، شهدت قبرص حرائق مماثلة؛ إذ نشب حريق شمال مدينة ليماسول الساحلية، جنوب البلاد،
وأجَّجته الرياح والحرارة، مما أدى إلى اشتعال المرتفعات الجنوبية التي تمثِّل الرئة والمُتنفَّس الرئيسيْن لقبرص،
التي باتت تعاني مؤخرًا من موجات حر وجفاف بشكل ملحوظ، وامتدت الحرائق أيضًا لتصل إلى اليونان،
التي تواجه هي الأخرى درجات حرارة مرتفعة تتراوح ما بين 42 و44 درجة مئوية.
هذا، وقد شهدت الجزائر مجموعة من الحرائق مؤخرًا تزيد عن 100 حريق في 17 ولاية جزائرية؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة،
وسط توقعات بمزيد من الارتفاع لتصل إلى 46 درجة مئوية، وتسببت الحرائق في العديد من الخسائر،
فضلًا عن وقوع ما يزيد عن ٦٥ ضحية..
ولا يفوتنا الحديث عن موجات الجفاف ونقص المياه التي تشهدها محافظة خوزستان الإيرانية،
حيث تقطنها الأقلية العربية، الأمر الذي اتخذ منحى سياسي، وتحوَّل لمظاهرات تندِّد بتهميش النظام الإيراني للأقلية العربية “الأحواز”،
وامتدت لمحافظات أخرى قبيْل التنصيب الرسمي للرئيس “إبراهيم رئيسي”.