متابعة : شذي زياده
في مثل هذا اليوم الموافق 6 مارس 1040 ، توفي العالم الكبير الحسن بن الهيثم بعد أن ساهم وقدم الكثير في علم الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصرى والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمي،واستطاع أن يثبت هذا بتأليف الكثير من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أصبحت مرجعاً مهماً للكثير من الأطباء حتى هذه اللحظة.
ولد الحسن بن الهيثم في 1 يوليو 965 ودرس في مختلف العلوم مما ترجم عن الإغريق وغيرهم، وقام بعمل ملخصات، إلا أنه أبدع في الكثير من الموضوعات ، درس بن الهيثم الطب فى بغداد ونجح في فحص الممارسة الذى وضعه أولا الخليفة العباسى المقتدر بالله خلال عام 921م. كما أنه كان متميزاً فى فنون الرياضيات والفيزياء وفى المنهج العلمي. وكان وهو ينقل عن غيره، لا يستحى من نسبته إلى صاحبه. نقل عنه البيهقى قوله: “إذا وجدت كلاما لغيرك فلا تنسبه لنفسك، واكتف باستفادتك منه. فإن الولد يلحق بأبيه، والكلام بصاحبه.
كان للحسن بن الهيثم له الكثير من الإنجازات فى شتى المجالات ، وأهمها الفيزياء، وعلم البصريات على وجه التحديد، فهو أول من أثبت أن الضوء ينعكس من جميع النقاط فى الأجسام إلى العين بعكس ما كان شائعاً فى تلك الفترة بأن العين هى التى تطلق الأشعة فترى الأجسام، ويرجع إليه ابتكار الكاميرا التى أسماها بالبيت المُظلِم، وكان ابن الهيثم أول من قام بشرح العين وبيّن أعضاءها ووظائفها.
كان له إسهامات كبيرة فى علم الفلك، فبين أن القمر يعكس ضوء الشمس من جميع النقاط على سطحه، كما قام بوضع بحوثاً قيّمةً فى مسألة تكبير العدسات، ودلل على أن الشعاع الضوئى ينتشر فى خطّ مستقيم إذا مرّ فى وسطٍ متجانس.
انتقل ابن الهيثم إلى القاهرة، وعاش فيها معظم حياته، واشتهر حينها بعلمه للرياضيات يمكنه تنظيم فيضانات النيل، وحينها أمره الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله بتنفيذ هذه الأفكار ، إلا أن ابن الهيثم صدم سريعاً باستحالة تنفيذ أفكاره، وعدل عنها، وخوفًا على حياته ادعى الجنون.
أما نظريته فى الإبصار، فقد كانت الفرضيات قبله هما فرضيتا الورود والإبصار، فجاء ابن الهيثم ليصوغ نظرية متكاملة فى الإبصار، كانت الأولى فى تاريخ العلم، ومع اهتمامه بالجانب التشريحى للعين، فإنه عاملها أيضا كآلة للإبصار.
كما استفاد ابن الهيثم من تشريح العين وقدم نظريته فى ورود الشعاع من نقطة المبصَر إلى البصر، مارا بمركز الكرة (العين)، ومن ثم ليجرى عليه انكسار لأنه على سمت أنصاف أقطار الكرة، وهذا دفعه لأن يعتبر طبقات العين أجزاء من كرات متحدة المركز.