كتبت دكتورة /مروة ماهر _سفيرة التحفيز
يصادف اليوم السادس عشر من اكتوبر من كل عام الذكرى السنوية لأشهر حدث في تاريخ الطب
وهو إكتشاف التخدير وهو الأمر الذي دفع الجراحة الى ماوصلت إليه من تقدم ماكان لها أن تصله لولا التخدير ويجمع المختصون
في الشأن الطبي أن أهم ثلاث أحداث في تاريخ الطب هي:- (إكتشاف الإبرة والتخدير والهندسة الوراثية )
عصر ماقبل التخدير
ويمكن بطريقة موجزة أن نتحدث عن عصر ماقبل التخدير حيث كانت الجراحة تجري إمابضرب المريض على رأسه بحجر او ما إلي ذلك
لكي يغيب عن الوعي او بإستخدام الكحول الى حد الثمالة ومن ثم تكتيف المريض ليبدأ الجراح العمل فيما يقبض مجموعة من الرجال الأشداء على المريض
وهو يرفس ويركل ويرغو من شدة الالم وفي أحيان كثيرة كان المرضى يموتون من جراء الصدمة العصبية الناتجة عن الآلام الفضيعة
بخار الأيثر
في عام ١٨٣٠ كان طلاب الكليات في أميركا يستخدمون بخار الأيثر من خلال الإستنشاق
لغرض الحصول على حالة من الخفة في المزاج وفي ذات الوقت
شاع إستخدام غاز النيتروز الذي يدعى بغاز الضحك والذي شاع إستخدامه من قبل الممثلين في الإستعراضات العامة
لما يسببه من حالة من الضحك اللإرادي عند إستنشاقه وذات مرة وبينما كان طبيب الأسنان( هوراس ويلز)
يتابع احدى الإستعراضات اذ لحظ أحد الممثلين الذين يعدون على خشبة المسرح
وقد جرحت قدمه وبدأ ينزف دماً من دون أن يشعر بالألم.
العلاقة بين إستنشاق الغاز وحالة عدم الشعور
واستنتج العلاقة بين إستنشاق الغاز وحالة عدم الشعور بالألم ماشجعه على دعوة جمهور من طلبة الطب لحضور إجراء عملية
قلع لضرس أحد لمرضى بعد إستنشاقه غاز النتروز إلا أن المريض أصدر صوتاً اثناء العملية دفع الجمهور المتشكك أصلا إلى إتهام
ويلز بالدجل,بعد ذلك أتم الدكتور وليام مورتون إختباراته حول إستخدام بخار الأيثر في تسكين الألم وقد شاءت الصدفة عندما حضر
مريض يعاني من رهاب الألم إلى صديقه الصيدلي جارلس جاكسون
طالبا منه كمية من غاز النتروز ليستخدمها اثناء عملية استئصال خراج كيسي من فمه
إلا ان جاكسون نصحه بإستخدام الأيثر وأقنعه بأن له نفس المفعول المسكن وتولى مورتون عملية التحضير للقاء الحاسم على قاعة
مستشفى ماسوت جوست بولاية بوسطن الأميركية في يوم ١٦ أكتوبر ١٨٤٦
أول عملية بإستخدام التخدير
حيث تم إجراء أول عملية بإستخدام التخدير في التاريخ الحديث وهي عملية رفع الخراج الكيسي من فم المريض جلبرت ابوت من قبل الجراح
جون وارين الذي توجه الى الجمهور المبهور بجملته الشهيرة “Gentlemen, this is no humbug.”
ايها السادة انه ليس دجلا , وعندم توفي مورتون عام ١٨٦٨
نقش على شاهد قبره العبارة التاليةsole discoverer of anasthesia (المكتشف الأوحد للتخدير)
رغم أن هذه الصفة زاحمه بها طبيب آخر يدعى كروفورد لونغ كان قد أجرى إختبارات عام١٨٤٢ على إستخدام الأيثر
في الجراحة ولم يعلن عنها إلا عام ١٨٤٨ ما جعل الموضوع بيد المرافعات القضائية مانغص على مورتون إنجازه الذي مات ولم يهنأ به
وبعيدا عن تحديد هوية أي منهما في تحقيق هذا الإنجاز
فيكفي ان التاريخ مازال يذكر لهما هذا الإنجاز الذي لولاه ماكان لنا أن نتخيل اي تقدم في عالم الجراحة.