متابعة : نوران سعاده
هو الصحابي “عبد الله بن حرام” رضي الله عنه، وهو ممن بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة ..
فما هي قصة استشهاده؟
ويروى الشيخ محمد أبو بكر، أحد علماء الأزهر الشريف يروي، كيف أسلم عبد الله بن حرام قبل الهجرة بحوالي
ثلاث سنوات ومات في غزوة أحد بعد الهجرة بثلاث سنوات تقريبًا، أي كانت مدة إسلامه ست سنوات فقط.
وقد أبلغ ابنه جابر بن عبد الله أنه سوف يدخل المعركة فودعه واحتضنه وقال له: ما من أحد على وجه الأرض بعد
رسول الله أحب إلي منك يا جابر ولكنها الجنة، فانا داخل معركة أحد وإني فيها شهيد بل أنا أول الشهداء.
وبالفعل دخل عبد الله بن حرام المعركة وكان أول شهداء المسلمين ومن فرحة المشركين بقتله مثلوا بجثته،
فلما انتهت المعركة وعرف جابر ما حدث إليه فبكى.
فرآه النبي وقال له: يا جابر ألا أخبرك ما قال الله لأبيك وقال يحيى في حديثه فقال يا جابر ما لي أراك منكسرا
قلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالا ودينا.
قال أفلا أبشرك بما لقي الله به أباك قال بلى يا رسول الله
فقال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك
فقال يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية فقال الرب سبحانه إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون
قال يا رب فأبلغ من ورائي قال فأنزل الله تعالى: “ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا
بل أحياء عند ربهم يرزقون”.
ثم قال جابر للرسول صلى الله عليه وسلم: إن أبي ترك ديناً عليه وليس عندي ما أفيه به إلا ما يخرجه ثمر نخيله ..
ولو عمدت إلى وفاء دينه من ذلك الثمر لما اديته فى سنين .. ولا مال لأخوتي أنفق عليهن منه غير هذا.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جابر إلى بيدر التمر الخاص بأبيه وهو المكان الذي يخزن فيه التمر-
وقال لي ادع غرماء ابيك، فدعاهم، فيقول جابر: فما زال يكيل لهم منه حتى أدى الله عن أبي دينه كله من تمر
تلك السنة ، ثم إني نظرت إلى البيدر فوجدته كما هو، كأنه لم تنقص منه تمرة.