متابعة : سوزان مصطفى
يرجع نسب الأمام الشافعي، لبنى هاشم بن عبد مناف، وهو بذلك يشارك الرسول
ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نسبه الشريف.
أكـرم به رجلاً ما مثله رجل … مـشـارك لـرسـول الله في نسبه
أضحى بمصـر دفينـاً في مقـطمها .. نعم المقطم والمـدفـون في تربه
قال الباحثون ان مناقب الإمام الشافعي كثيرة جدا ، وقد نقل المؤرخ تقي الدين المقريزي في
مخططاته بعض هذه المناقب ، ومنها الوزير السلجوقي نظام الملك الحسن. ابن علي بن إسحاق
بن العباس الطوسي الملقب بـ “خواجة بزك” (ت 485 هـ) ، عندما قام بأنشأ المدرسة النظامية ببغداد .
وهي مدرسة متخصصة في الفقه الشافعي. أراد نقل رفات الإمام الشافعي من ضريحه في القاهرة إلى المدرسة النظامية في بغداد. وطلب ذلك قائد الجيوش بدر الجمالي وزير الخليفة الفاطمي
المستنصر بالله معاد بن الظاهر (ت 487 هـ) ، وأعد له الهدايا الجليلة.
إنطلق أمير الجيوش في موكبه، ومعه أعيان الدولة، ووجوه المصريين من العلماء، وغيرهم.
ولما حفر القبر، ثار المصريون، وقاموا برمى بدر الدين الجمالي بالحجارة، إلا أنه استطاع إخماد ثورتهم.
وأرسل الخليفة المستنصر يُعلمة بما حدث، فأعاد جوابه بإمضاء ما أراد نظام الملك، وقرأ جواب الخليفة
على الناس عند القبر، ليكملوا الحفر وأخذو يحفروا حتى وصلوا إلى اللحد، فخرجت من اللحد رائحة عطرة، ووجدوا جثمانه على حالته، فاستغفروا مما كان منهم، وأعادوا ردم القبر كما كان وانصرفوا.
وقد كان هذا اليوم من الأيام المذكورة، وقاموا الناس بزيارة القبر مدة أربعين يوماً بلياليها.
وتزاحم
الناس على قبر الشافعي حتى كان من شدة الازدحام لا يستطيعون الوصول إليه إلا بعناء
ومشقة زائدة.
كتب قائد الجيوش تقريرا عما حدث وأرسله مع هدية كبيرة مع كتابه إلى نظام الملك. تمت
قراءة هذا التقرير والكتاب على النظامية في بغداد ، واجتمع عالم الطبقات المختلفة لسماع ذلك.
وكان يومًا لا يُنسى في بغداد ، وكتب نظام الملك إلى عموم دول الشرق من حدود الفرات.
بعد النهر بهذا ، وأرسل مع كتبه الرواية وكتاب قائد الجيوش ، وكان يقرأ في كل هذه الممالك .
فارتفعت منزلة الإمام الشافعي بين سكان جميع. الدول والشعب بشكل عام .
ويضيف المقريزي ، ومازال قبر الشافعي يزوره ويبارك فيه ، حتى يوم الأحد الموافق سبعة من
جمادى الأولى سنة ستمائة وثمانية (608 هـ) ، ومن هنا جاء يوم بناء هذه القبة. فوق قبره .
وهي القبة الحالية التي بناها على شرف الشافعي السلطان الأيوبي الكامل ناصر الدين محمد
بن سلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب. ، السلطان الخامس للدولة الأيوبية ، وبلغت
تكاليفه 50 ألف دينار ، بحسب المقريزي.
وبداية التركيبة الخشبية الحالية لضريح الإمام الشافعي، والتي يعود صنعها للعصر الأيوبي.
كتابة بالخط الكوفي نصها: “بسم الله الرحمن الرحيم.. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى.. وأن سعيه
سوف يرى.. ثم يجزاه الجزاء الأوفى.. هذا قبر الفقيه الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس
بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبد يزيد بن الهاشم بن المطلب بن عبد مناف..ولد سنة
مئة و خمسين .. وعاش إلى سنة مائتين واربعه ..ومات يوم الجمعة آخر يوم من رجب من
السنة المذكورة ودُفن من يومه بعد العصر”
وذكر الشريف، أن من أهم ما تمتاز به القبة الضريحية للإمام الشافعي “العشاري” فوقها.
وهو مركب صغير من النحاس مثبت في هلال القبة، تتدلى منه سلسلة حديدية.
وكثرت الآراء وأختلفت في سبب وجوده، فقيل انه لوضع الماء والحبوب للطيور، وقيل أنه
رمزاً لعلم الإمام الشافعي، باعتباره بحراً للعلوم، وقيل في قبة الشافعي عدة أشعار، منها :
قول الأديب الكاتب ضياء الدين أبي الفتح موسى بن ملهم :
مـررتُ علـى قبـة الشـافـعـي فعـايـن طـرفـي عليهـا العشـاري
فقلـت لصحبـي لا تعجبـوا فـإن المـراكـب فـوق البحـار
وقال صاحب البردة البوصيري :
بقبـةِ قبـر الشـافـعـي سفينـةٌ .. رست في بناء محكمٍ فوق جلمودِ
ومذ غاض طوفان العلوم بموته اسـ توى الفلك في ذاك الضريح على الجُودي