الأخبار

ما لا تعرفه عن السد العالى

متابعة : نوران سعاده

السد العالى هو جبل من ركام الجرانيت، وضع فى عرض مجرى النيل، ويمتد على جانبيه بطول 3600 متر، وعرض القاعدة 980 مترا، وعرض القمة 40 مترا، والارتفاع 111 مترا، فيما يبلغ حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب، ويزود بستارة رأسية قاطعة للمياه، تتم بواسطة الحقن، وتمتد إلى عمق 210 أمتار تحت قاع النيل.

وتم تقدير مساحة بحيرة ناصر التى يكونها السد أمامه حوالى 5900 كيلو متر مربع، وطول هذه البحيره أكثر من 5000 كيلو متر ، وسعتها 164 ألف مليون متر مكعب من المياه.

وقد بدأت مصر فى عام 1955 الأعمال التحضيرية لإنشاء السد العالى وأقامت الطرق المؤدية إلى منطقة المشروع بالضفتين الشرقية والغربية لنهر التيل، وإقامة المساكن والمرافق اللازمة لها، ومد السكك الحديدية إليه، وإنشاء معامل الأبحاث وتزويدها بما يلزم من الأجهزة والأدوات.

وفى أواخر عام 1958 تم الاتفاق مع حكومة الاتحاد السوفييتى فى شأن التعاون الاقتصادي والفنى لبناء المرحلة الأولى للسد العالى فاستأنفت الاجهزة التنفيذية نشاطها فى جهد متواصل لاستكمال الأعمال التحضيرية.

وفى صباح التاسع من يناير عام 1960م وضع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الحجر الأساسي لمشروع السد العالى لبدء العمل، وحينها قام بوضع صندوق خشبي فى حجر الأساس، احتوى على مصحف شريف للبركة، ولائحة هيئة بناء السد، والصحف العربية الصادرة فى نفس اليوم، إلى جانب عملات مصرية كانت فى جيب عبد الناصر، عبارة عن 39 جنيها و34 قرشا، وعملة مغربية وسورية وضعها جلالة الملك محمد الخامس ملك المغرب والرئيس السورى السابق شكرى القوتلى اللذان شاركا فى الاحتفال.

وليلة التدشين لم يستطع الآلاف من المصريين النوم من شدة الفرحة وللاحتفال العظيم، وبات مئات المهندسين والعمال يحفرون 6 فتحات عميقة تشبه الأنفاق فى الجبل القريب من منطقة جبلية اسمها “خور كوندى” ويملؤونها بحوالى تسعة أطنان من الديناميت قبل تفجيرها للجبل العملاق، بخلاف الكثيرين الذين يعملون فى ساحة موقع الاحتفال وترتيب الأماكن المخصصة لمختلف الوفود الأجنبية بالسرادق الكبير الذى أُقيم بالمنطقة، وكذلك أماكن الهيئات الشعبية التى تمثل جميع محافظات مصر .

وامتلأت الشوارع الممتدة من مدينة أسوان إلى مكان الاحتفال والتى يزيد طولها عن ثمانية كيلو مترات طوال الليل بعشرات الألوف من الناس الذين رفعوا الأعلام ورددوا الهتافات .

وقام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالضغط على زر البدء وفى الحال تفجرت شحنات الديناميت فى الجبل القريب الذى قذف كميات هائلة من صخوره الصلبة قُدرت باكثر من 20 ألف طن، فتتها الانفجار الذى اهتزت له جبال النوبة بأكملها؛ نتيجة دويه الشديد، وأحدث سحابة دخان كبيرة إيذانا بافتتاح العمل فى السد.

ثم بدأت الحفارات والبولدوزرات واللوريات الضخمة التى وردت من الاتحاد السوفيتى فى نقل حطام الجبل المنسوف الذى سيصبح فيما بعد القناة الأمامية التى سيحول اليها ماء النيل بعد قفل النهر بالسد العالى.

وصدر قرار من مجلس قيادة الثورة بالبدء فى دراسة المشروع، فى 8 أكتوبر 1952 وقام عدد كبير من مهندسى الهيئات والمصالح الحكومية، كما دعيت لجنة من الخبراء العالميين المتخصصين فى تصميم السدود وتنفيذها (شركة هوختيف وشركة جوهان كيللر الالمانيتين وشركة ف.ب.ب. السويدية، وشركة سوليتانش، وشركة سوجريا الفرنسيتين، وشركة روديو الإيطالية، والمكتب الهندسى الاستشارى الكسندر جيب البريطانى) ، وانتهت الدراسات، وفى ديسمبر عام 1954م، وأُصدر تقريرا موحدا يؤكد سلامة المشروع من كافة الجوانب.

وكان من الشخصيات المصرية البارزة التى أنجزت هذه الأعمال (المهندس محمد صدقى سليمان، المهندس موسى عرفة، المهندس زكى قناوى، المهندس حسب الله الكفراوى، والمهندس عبد العظيم تركى، المهندس حامد سلطان، المهندس جمال البطراوى، المهندس صفوت شاهين، عبد السلام نبيه).

وتم تقدير التكاليف اللازمة لإنشاء السد ومحطته الكهربائية وملحقاتها بنحو 210 مليون جنيه، وقضت الاتفاقية بأن يقدم الاتحاد السوفييتى إلى الحكومة الجمهورية قرضا قيمته 34.8 مليون جنية، ويُسدد القرض على أثنى عشر قسطا سنويا اعتبارا من عام 1964م بفائدة قدرها 5ر2% سنويا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
مرحباً بكم في الإخبارية عاجل هل ترغب في تلقي إشعارات بآخر الأخبار؟ لا نعم