متابعة : نوران سعاده
حجر إسماعيل هو جزء من الكعبة وقد أخرجته قريش عن أصل الكعبة؛ لأنَّ الأموال التي جمعوها لإعادة
بناء الكعبة قصرت عن النفقة؛ لأنَّهم اشترطوا أن تكون هذه الأموال من مكسبٍ طيب وليس مكاسبٍ خبيثة
مثل الربا ومهر البغيّ.
والدليل على ذلك قول عائشة رضي الله عنها: “سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الجَدْرِ أَمِنَ البَيْتِ هُوَ؟
قالَ: نَعَمْ قُلتُ: فَما لهمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ في البَيْتِ؟ قالَ: إنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بهِمُ النَّفَقَةُ قُلتُ: فَما شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا؟
قالَ: فَعَلَ ذلكَ قَوْمُكِ، لِيُدْخِلُوا مَن شاءوا ويَمْنَعُوا مَن شاءوا، ولَوْلَا أنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بالجَاهِلِيَّةِ،
فأخَافُ أَنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، أَنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ في البَيْتِ، وأَنْ أُلْصِقَ بَابَهُ بالأرْضِ.
صلاة الفرض
وقال العلماء أنه لا تجوز به صلاة الفرض لأنَّه جزءٌ من الكعبة وتجوز به صلاةُ النَّوافل ودليل ذلك قول عائشة:
“كنتُ أُحبُّ أن أدخلَ البَيتَ فأصلِّيَ فيهِ فأخذَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ بِيَدي فأدخلَني في الحِجرِ
فقالَ صلِّي في الحِجرِ إذا أردتِ دخولَ البَيتِ فإنَّما هوَ قطعةٌ منَ البَيتِ فإنَّ قَومَكِ اقتَصروا حينَ بنَوا الكعبةَ
فأخرجوهُ منَ البَيتِ”.
بحجر إسماعيل
وعن تسمية الحجر بحجر إسماعيل فهي تسمية خاطئة؛ لأنَّ إبراهيم وابنه إسماعيل -عليهما السلام-
قد بنوا الكعبة كاملةً، وعن سبب وجود الجدار الصغير؛ فهو للدلالة على أنَّ الحجر جزءٌ من الكعبة الشريفة
بسبب قصور نفقة قريش عن بناءها كاملة.